أخبارتقارير وملفات

جبهة “البوليساريو”على القائمة الدولية للإرهاب

التحق أعضاء في الجبهة الانفصالية التي تقدم نفسها كحركة تحرر بصفوف فروع تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة في منطقة الساحل إضافة إلى انخراط الجبهة في الجريمة المنظمة العابرة للحدود. وأضحت جبهة الوهم الجزائري (البوليساريو) تنظيم مارق منغلق لا يختلف عن باقي التنظيمات الإرهابية،والتي نجحت  الدبلوماسية المغربية في تفكيك أحزمة دعمها.كما أن الوضع في منطقة الساحل يستدعي التفاتة دولية لعلاقة (البوليساريو) بتنظيمات إرهابية.

وأكدت تقارير متطابقة إلى أن مخيمات تندوف التي تضم صحراويين خاضعين لسلطة ميليشيات مرتزقة “البوليساريو” وتحت حرابها، تعيش أوضاعا مزرية وإهمالا من قبل القائمين عليها وأن هذا الوضع دفع بالكثيرين منهم إلى الإنخراط في المشروع الإرهابي في المنطقة وبعض من تلك العناصر التحقت بصفوف فرعي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والقاعدة في منطقة الساحل والصحراء.
ويبرز إزاء هذا الوضع تساؤل ملح حول ما إذا كانت الدبلوماسية المغربية التي تمارس العقلانيةوالواقعية في النزاع المفتعل جزائريا حول الصحراء المغربية، ونجحت إلى حدّ كبير وبعيد عن الضجيج الإعلامي والدعائي في عزل مرتزقة البوليساريو وفي تفكيك مخططات إرهابية على صلة بهذا الكيان غير الشرعي، ستطرح دوليا في مرحلة ما تصنيف هؤلاء المرتزقة كتنظيم إرهابي.
والسؤال يكتسب مشروعيته في لحظة فارقة من مسار الدبلوماسية المغربية وبعد هذا الجهد الذي تطلب أعوام من العمل لبلوغ مرحلة متقدمة في كسب المزيد من الأصوات العربية والإقليمية والدولية الداعمة لمغربية الصحراء وللمقترح المغربي القاضي بمنح الصحراء حكما ذاتيا تحت سيادة المملكة.

واعتمد المغرب على مدى أعوام مقاربة شاملة تجمع بين مقاومة التطرف بكل أشكاله والتنمية في أقاليمه الجنوبية كسد منيع أمام تحول الصحراويين للتطرف، لكن مرتزقة البوليساريو المدعومة من الجزائر كانت تعمل على مسار مضاد لكل تلك المشاريع.
وبعد فشل مرتزقة الجزائر في تقويض الجهود المغربية على نطاق جغرافي معين، فإن مخيمات تندوف الخاضعة لجبهة وهم العسكر الجزائري من وراء ستار، تسير على خط التطرف سواء بفعل الوضع المزري الذي تعيشه والقمع الذي لا يهدأ لكل من يعارض طروحات الإدارة الجزائرية، أو بفعل تسلل التطرف فكرا لتلك التجمعات ضمن موجة لا تشكل استثناء في خضم انتشار ظاهرة يعتقد من يتبناها أنها تشكل خلاصا من الظلم والاستبداد الذي يمارسه قادة مرتزقة البوليساريو.
ويقول معارضون صحراويون، أن كبير المرتزقة إبراهيم غالي وعدد من قادة البوليساريو متورطون في قضايا تتعلق بالإرهاب تشمل التعذيب والاختطاف والقتل وقد فشلت جهود القبض على غالي حين زار اسبانيا سرا بوثائق دبلوماسية مزورة وهي القضية التي فجرت أزمة بين مدريد والرباط قبل أن تتم تسويتها مؤخرا بإعلان الحكومة الاسبانية دعمها لمقترح المغرب منح الصحراء حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية كحل واقعي قابل للتطبيق.
ونبهت دراسة لمحمد الطيار الباحث في الدراسات الإستراتيجية والأمنية إلى “انتشار مظاهر التطرف والراديكالية بمخيمات تندوف مع تورط عناصر من البوليساريو ضمن خلايا إرهابية بالمنطقة وظهور قيادات في تنظيمات إرهابية بالمنطقة، منها داعش والقاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية التي تنشط في دول غرب إفريقيا والساحل”.

وفسرت الدراسة هذا التحول إلى الراديكالية في جانب منه إلى “الوضع المزري واللاإنساني الذي يعيشه السكان المحتجزون في المخيمات، فبعد عقود من الزمن دفع شباب المخيمات إلى أحضان التنظيمات الإرهابية السلفية”.
وأفادت الدراسة كذلك إلى تيه عقائدي كنوع آخر من التطرف انزل إليه بعض الصحراويين المحتجزين في مخيم تندوف مع السقوط في براثن التطرف الشيعي وأن هذا “التطرف الجديد وجدا أرضا خصبة من التيه العقائدي وفقدان التوازن والانسجام الديني والدعوة والتحريض علانية من طرف أئمة البوليساريو لاعتناق عقيدة الجهاد على طريقة حزب الله”.
وأشارت الدراسة ذاتها، إلى عائشة ادويهي رئيسة مرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان، قولها أن “جبهة البوليساريو تنظيم مارق منغلق لا يختلف عن باقي التنظيمات الإرهابية”.
وكشف وزير الداخلية عبدالوافي لفتيت أواخر شهر مارس المنصرم في منتدى دولي بدبي، أنه تم رصد علاقة بين تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي وفرعه بالساحل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وعناصر تابعة لجبهة الوهم الجزائري، مشيرا إلى أن قادة في هذه التنظيمات تنحدر من جبهة البوليساريو.

ونبه الوزير المغربي كذلك إلى تنامي نشاط الجماعات الإرهابية وما يشكله ذلك من خطر على أمن المنطقة، مذكّرا بجهود المغرب في مكافحة الإرهاب والتصدي للتطرف والمساعدة في منع حدوث انفلات في المنظومة الأمنية الدولية.
وذكر في كلمة بمناسبة انعقاد الاجتماع الوزاري للتحالف الأمني الدولي في دورته الرابعة “أن إقامة تحالف أمني دولي يضم في عضويته مجموعة من الدول المؤثرة في القرار الأمني العالمي، يأتي في ظل ما يجتازه العالم من تحولات جيو- إستراتيجية متسارعة، تستدعي تظافرا متزايدا للجهود لمنع حدوث انفلات في المنظومة الأمنية الدولية”.
واستخلص متابعون لشؤون الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل، أن خطر الإرهاب يستدعي تركيزا أكثر على منطقة الساحل وتعقب مصادر التهديدات وتسليط الضوء على دور ميليشيا مرتزقة البوليساريو في تنامي الإرهاب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، إضافة إلى أن انخراط هذا المولود الجزائري المُشوه في الجريمة المنظمة العابرة للحدود تستدعي وقفة دولية والتفاتة لتلك النشاطات التي تعد بدورها صنفا من صنوف الإرهاب.
وطرح إدراج مرتزقة البوليساريو على قائمة التنظيمات الإرهابية على ضوء ذلك بات مسألة ملحة ضمن جهود مكافحة الإرهاب.
وتمتلك الدبلوماسية المغربية من القدرة على فضح وكشف تورط مرتزقة البوليساريو في أنشطة إرهابية وإجرامية وهو أمر يستدعي حتما جهدا مغربيا إضافيا.
وتعرف جبهة وهم ساكنة قصر المرادية حاليا بعزلة متزايدة بعد أن نجحت الدبلوماسية المغربية في تفكيك أحزمة الدعم التي كانت تحظى بها جبهة الوهم التي تقدم نفسها بدعم من الجزائر كجبهة تحررية وقد سقطت أقنعتها.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button