أخبرت اللجنة المنظمة لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط (وهران 2022) الرأي العام الجزائري، عن تعليق مبيعات تذاكر المنافسات الرياضية.
وأعلنت اللجنة المذكورة، بلاغا أكدت من خلاله أن قرارها جاء “بعد استحالة إدارة الحشود نحو المرافق الرياضية وحولها”.
وفيما يلي نص البلاغ:
“تتأسف لجنة تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022 عن إعلامكم عن التوقف المؤقت لبيع تذاكر المنافسات الرياضية إثر ملاحظة لجنة التنظيم استحالة إدارة الحشود نحو المرافق الرياضية وحولها، تعتبر اللجنة هذا القرار ضروريا احتراما للمواطنين الحائزين على تذاكر صالحة، ولضمان سلامة الجميع من مواطنين ورياضيين وضيوف، وكذا ضمان حسن سير الأحداث الرياضية المتبقية.
كما من المرتقب فتح عملية بيع تذاكر كل من كرة القدم وكرة اليد بسعر “500 دج” وألعاب القوى بسعر “100دج” نظرا لوفرة عدد كبير من المقاعد. أما بالنسبة لتذاكر حفل الاختتام، فسيتم نشر كل المعلومات في أقرب وقت ممكن”.
ووجهت الجماهير الجزائرية، مجموعة من الانتقادات “شديدة اللهجة”، للجنة المذكورة، كما تم اتهاهما بـ”سوء التنظيم”.
لكن عديم المروءة الذي استأجرته العصابة العسكرية الحاكمة في الجزائر عبد السلام وادو قائد منتخب المغرب لِكرة القدم ومدرب المولودية الوجدية سابقا، وبوق كابرانات الجزائر بامتياز، منح الثلاثاء المنصرم، العلامة الكاملة للجزائر في تنظيمها لِألعاب البحر المتوسّط، نسخة وهران 2022.
ونشر عبد السلام وادو في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “نستطيع القول إن المُنظّمين نجحوا في إقامة ألعاب البحر المتوسّط. كل البلدان المتوسّطية بما فيها الأوروبية اكتشفت جمال الجزائر، والترحيب الحارّ، وصدق شعبها العظيم”.
فعلى من يكذب وادو؟ هل على نفسه أم على الشعب الجزائري أم على كل من حضر وخاب ظنه في تسيير وتدبير الجزائر لهذه الدورة؟
الأكيد، أن عبد السلام وادو يُعتبر من المستفيدين من أموال الشعب الجزائري الذي يئن فقرا وظلما.
وتجاهل هذا ال”وادو” ما تضمنته وثيقة داخلية مسربة بين اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية ومنظمي الدورة التاسعة عشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط في الجزائر انتقادات شديدة لترتيبات تنظيم دورة وهران للألعاب المتوسطية، وهو ما يقدم صورة سلبية عن الجزائر التي سعت إلى استغلال هذه المناسبة لتحسين صورتها.
وجاء في التسريبات إلى أن ما بدأ حملة علاقات عامة للجزائر تحول إلى صدمة وألم للعديد من كبار أعضاء الهيئة التنفيذية. وطالبت الأمانة العامة في اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط من منظمي الدورة التاسعة عشرة الجارية في مدينة وهران بتقديم اعتذار سريع للهيئة التنفيذية بسبب جملة النقائص والإخلالات ودعتها إلى احترام دفتر الشروط المتفق عليه بين الطرفين.
وأكدت مراسلة داخلية منسوبة إلى الأمين العام لاكوفوس فيلبوسيس، وجهت إلى محافظ الدورة التاسعة عشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط عزيز درواز، أن رئيس الهيئة التنفيذية وكل العائلة الأولمبية يعبّرون عن ارتياحهم لما تم تقديمه خلال حفل الافتتاح “رغم النقائص المسجلة في الصوت والكوريغرافيا التقريبية”. وتابعت “الانطباع السائد لدى الأمانة العامة والهيئة التنفيذية أن حفل الافتتاح وجه لتسويق صورة إيجابية من الجزائريين للخارج، وأن بلدهم بلد عصري، لكن الحفل الذي حمل صبغة حملة للعلاقات العامة لم يثمن خارطة البحر الأبيض المتوسط وأن بعض الدول لم ترد في فقرة تقديم المشاركين”.
وكانت الجزائر قد راهنت بقوة على تنظيم حفل افتتاح استثنائي للألعاب، بتسخير إمكانيات مادية وبشرية وتكنولوجية ضخمة، استعملت لأول مرة في تاريخ الألعاب، كما هو الشأن لتقنية “الهولو غرام”، كما أسندت عملية التصميم والإخراج إلى شركات أجنبية، وتم توظيف 500 طائرة درون في تصميم المشاهد واللوحات الفنية.
وأبرزت الوثيقة عن “الأسف الكبير وعدم الارتياح لسوء التنظيم والإخلالات الأساسية ” مما خلف “انطباعا سيئا للغاية لدى أعضاء العائلة الأولمبية” كما “أثار ردود فعل قوية لديهم”.
وانتقدت الوثيقة، الموجهة من الأمانة العامة للجنة الدولية إلى محافظ الألعاب، بشدة ما وصفته بـ”فشل مخطط النقل”، واستدلت على ذلك بكون 60 عضوا من الهيئة التنفيذية ورؤساء وأمناء عامين للجان أولمبية واتحادات دولية ومدعوين آخرين وجدوا أنفسهم رهائن في ملعب حفل الافتتاح بسبب إدخالهم المبكر للمدرجات. وأضافت “بعدما وجد هؤلاء أنفسهم مع بقية الجمهور في مداخل الملعب، وجدوا أنفسهم أيضا مهملين من طرف المنظمين، بسبب غياب ممر خاص للضيوف والأعضاء الرسميين”.
واحتوت الوثيقة المنسوبة إلى الأمانة العامة أنها تأسف لغياب بعض الشروط الأساسية كالمرافقة الطبية والمياه الصالحة للشرب، وأن اللجنة الدولية للألعاب سبق لها أن نبهت المنظمين إلى مسألة مخطط النقل، وأن طلب تسخير خط معين لمركبات الألعاب لم يحظ باهتمام المنظمين.
وأعربت عن أسفها لما أسمته “رفض دخول وفد صُحفي أولمبي”، دون أن تسمي الوفد المغربي الذي أعيد من مطار وهران، فضلا عن غياب وسائل الاسترجاع والتدريب في القرية الأولمبية، لتمكين الرياضيين من عدم تضييع أوقاتهم في زحمة الوصول إلى صالات ومضامير التدريب.
ولفتت إلى أن بعض أعضاء الأسرة الأولمبية مستاؤون ومتألمون ومتأسفون جدا على الحوادث غير المقبولة من طرف المنظمين، وعلى البداية غير الموفقة للألعاب.
وجاء في تصريحات أدلى بها مسؤولون جزائريون أن الحكومة رصدت نحو مليار دولار لتنظيم الألعاب.
وبرر المنظمون إرجاع الوفد الصُّحفي المغربي بكونه لم “يقم بالإجراءات الإدارية اللازمة مع لجنة الإعلام المختصة”، في محاولة لإبعاد شبهة إقحام الخلاف السياسي بين البلدين في الألعاب المتوسطية.