بقلم:عبد الكريم الوزان
( كل شيء قرضة ودين حتى دموع العين ). والقروض هنا ليست بالضرورة المال بمعناه او الحاجات المادية التقليدية ، بل تعتبر الكلمة الطيبة والابتسامة والنظرة المطمئنة والاحسان ، أو ان تربت على كتف أحدهم ، وحتى الدموع حين تترقرق على الوجنتين تأثرا بالمقابل وماشابه ذلك ، كله بمثابة دين على المتلقي ، ويجب ان يقابله بالمثل في يوم ما أو أكثر عند اقتضاء الضرورة .لقد ألفنا جميع أنواع السرقات في العراق كشكل من أشكال الفساد ولم يبقِ الفاسدون على شيء مستحق للشعب العراقي.لكن أن يصل الفساد الى سرقة المياه ومن باطن الأرض من قبل ” جهات مسؤولة ” كما حصل في بادية محافظة السماوة فهذا والعياذ بالله رجس من عمل الشيطان، لاتجده الا في عراق مابعد عام ٢٠٠٣. بلاشك فإن التلاعب بالمياه الجوفية وسوء استخدامها قد أدى الى جفاف بحيرة ساوة كما انه عجل في عملية التصحر والجفاف التي يتعرض لها العراق منذ سنوات وماانفك الخبراء والمتخصصون يحذرون منها . لدرجة أن أبناء جلدتنا باتوا يخشون من سرقة الهواء !!.أخيرا فإن هذه الأفعال المشينة التي تدل على انعدام الوطنية وضعف الارتباط بأرض الوطن والانفلات والاستهانة والاستهتار لن ينساها العراقيون ، وكلها دين بالاكراه بحقهم وستظل بذمة الفاسدين، ليس هذا فحسب بل وحتى دموع البؤساء والمنهوبين والجائعين والمحرومين وذوي الشهداء والمفقودين والمهجرين والعاطلين ، ستظل دينا يستحيل التنازل عنه او نسيانه ، وثمنه سيكون باهظا . وليتذكر من غرتهم الدنيا بغرورها وغرهم بالله الغرور ومشوا كثيرا في الأرض مرحا غير آبهين بمصير ومستقبل بلادهم ان ( كل شي قرضة ودين ..حتى دموع العين ) !!.