حرائق كبيرة تتسبب في وفاة مواطن وتلتهم غابات في الشمال والشرق
يسجل المغرب في صيف كل عام حصيلة ثقيلة من حرائق الغابات، لكن هذا العام يعيش المغرب حالة استثنائية بسبب ارتفاع غير مسبوق في درجة الحرارة، التي وصلت إلى 50 درجة مئوية.
واندلعت مع هذا الارتفاع في درجة الحرارة حرائق مهولة، الأربعاء والخميس المنصرمين، في عدد من غابات مدن الشمال والشرق، تسببت في خسائر مادية جسيمة، تمثلت في القضاء على الغطاء النباتي ونفوق الحيوانات والطيور والمواشي، بالإضافة إلى فقدان السكان المجاورين لتلك الغابات لممتلكاتهم ومنازلهم.
وعاش سكان إقليم (بلدية) وزان، حالة من القلق والرعب بسبب اندلاع حريق بغابة امزيز الواقعة بين جماعة (بلديتي) زومي ومقريصات، حيث استغرق إخمادها ساعات طويلة.
وأضاف أن “الحريق استنفر السلطات المحلية وعناصر القوات المساعدة ومصالح الدرك الملكي، ورجال الوقاية المدنية، الذين سخّروا آليات ومعدات حديثة للسيطرة على الحريق”. وتابع “استمرار اشتعال ألسنة الحريق ساعات طويلة، عجّل بالاستعانة بطائرتي (كنادير) من أجل إخماد الحريق، حيث تمكنت من السيطرة عليه، وتبديد مخاوف سكان المنطقة”.
وأكدت المصادر ذاتها، أن مصالح الشرطة القضائية في المدن التي اندلعت بها الحرائق فتحت تحقيقا في الموضوع، للوقوف على وأسباب الحريق، التي حسم أغلب الخبراء أنها نتيجة ارتفاع درجة الحرارة وتغير المناخ.
وعزا رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، الخبير البيئي مصطفى بنرامل، نشوب تلك الحرائق إلى “ارتفاع درجة الحرارة المفرطة خلال الأيام الأخيرة، نتيجة التغيرات المناخية وسلوكيات متهورة من البشر”.
وأعلنت النائبة البرلمانية زينب السيمو عبر حسابها الفايسبوكي، وفاة مواطن مساء الخميس، جراء حرائق الغابات المشتعلة منذ ثلاثة أيام شمالي البلاد.
وقالت البرلمانية زينب السيمو، عن حزب التجمع الوطني للأحرار (قائد الائتلاف الحكومي)، أن “رجلا توفي بدوار أملال جراء النيران المشتعلة هناك”.
ونشرت السيمو صورا ومقاطع فيديو تبين الحرائق المنتشرة في أملال، فيما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات.
وتواصل فرق الإطفاء لليوم الثالث إخماد خمسة حرائق اندلعت في وقت متزامن بمناطق العرائش ووزان وتطوان وتازة.
وتستعمل السلطات سبعة طائرات تابعة للدرك الملكي وأربعة طائرات تابعة للقوات المسلحة الملكية”.
وقال مدير المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية الغابوية فؤاد العسالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “الرياح الشرقية وارتفاع درجة الحرارة، لا سيما بعمالتي العرائش ووزان، ساهما في تعقيد مهمة فرق التدخل”. وأشار العسالي، إلى أن الحرائق طالت أكثر من ألف هكتار.
وأتى على عشرات الهكتارات من أشجار العرعار والتين والزيتون، وأجهز على مساحة واسعة من الغطاء النباتي والحيواني. علما أن اندلاع الحرائق خلال فصل الصيف يطال مختلف بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط شمالا وجنوبا على السواء، أصبح أمرا اعتياديا، والمغرب نموذج لذلك، حيث لم تسلم المناطق الشمالية وواحات النخيل جنوبا منها.
وعزا خبير بيئي سبب الحريق إلى ارتفاع درجة الحرارة، التي فاقت المعدلات السنوية في المناطق الجبلية بالشمال على وجه الخصوص، وفق تأكيد الخبراء والمتخصصين وكذلك مصالح قطاع المياه والغابات والفرق المتخصصة في إطفاء حرائق الغابات بالمغرب. وأوضح كذلك أن “أعمال طائشة بفعل تدخل إنساني، سواء سكان المنطقة أو زوارها أو من يستعملون الطريق السيار المحاذي للغابات، من بين الأسباب التي أدت إلى اندلاع النيران”.
ومن أجل مواجهة ظاهرة توالي الحرائق في الصيف، دعا الخبير السلطات المعنية والقطاع الوصي على المياه والغابات إلى “التدخل ووضع استراتيجية للتوعية، وتعزيز قدراتها على الصعيد الوطني بشكل عام، مع حضور الخصوصية المجالية بشراكة مع مختلف وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، للتعريف بأخطار الحرائق، وأثرها على المحيط البيئي والسكان والاقتصاد المحلي من جهة، والتغيرات المناخية من جهة أخرى”.
ويعرف المغرب سنويا حرائق بالغابات التي تغطي نحو 12 بالمئة من المساحة الإجمالية للبلاد، وكذلك واحات النخيل بالجنوب الشرقي.
وشهد المغرب منذ بداية العام الجاري وإلى حدود الأربعاء 13 يوليوز 2022، ما يناهز 165 حريقا على المستوى الوطني، فيما تقدر المساحة المتضررة من هذه الحرائق بحوالي 1800 هكتار، وفق بيانات رسمية.