أخبارفي الصميم

سخرية عارمة في الأمم المتحدة بسبب رسالة ممثل الجزائر-الجاهل -..!!

بقلم: سليم الهواري

أصبح الممثل الدائم لل” كابرانات ” لدى الأمم المتحدة، نذير العرباوي، محط سخرية الأعضاء الدائمين لذى هيئة الامم المتحدة، بتدخلاته البئيسة والصبيانية، وهو يرد على السفير عمر هلال الذي سبق له و ان قدم عرضا مفصلا و مستفيضا لحقيقة النظام العسكري في الجزائر، كشف من خلاله المسؤولية الرئيسية للجزائر في هذا النزاع الإقليمي، منذ نشأته عام 1975 وحتى اليوم. وتميزت لائحة الاتهام الحقيقية للسيد هلال، خلافا لخطاب الدبلوماسي الجزائري ولغته غير الدبلوماسية، بتقديم تفاصيل تاريخية، وحقائق دامغة، ودلائل لا تقبل الجدل، وكتابات دبلوماسية موثقة مدرجة ضمن وثائق مجلس الأمن، ولاسيما الرسالة التي بعث بها الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة في 19 نونبر 1975، S / 11881)، وقرارات تدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى وتقارير الأمين العام (S / 2002/178) وقرارات مجلس الأمن (2468 و 2494 و 2548 و 2602).
واستنكر السيد هلال، في رسالته آنذاك، مناورة الجزائر البئيسة، التي تحاول عبثا، من خلال مهاجمة الأمم المتحدة، التنصل من مسؤوليتها المباشرة في الانسداد الحالي لمسلسل الموائد المستديرة، كما عدد السيد هلال مظاهر هذه العرقلة الجزائرية، لاسيما تلك التي لا تقبل الجدل والمتمثلة في الرسالة الموجهة إلى مجلس الأمن في أكتوبر 2021، والتي رفضت فيها الجزائر بشدة أي إشارة إلى أي التزام من جهتها بالمشاركة في اجتماعات الموائد المستديرة. وهكذا، وضع السفير المغربي الجزائر إزاء أكاذيبها التي لم يعد المجتمع الدولي يصدقها، خاصة عندما تحاول بشكل مخجل تحميل مسؤولية عرقلة العملية السياسية للأمم المتحدة. وهو ما اعتبره السيد هلال مناورة دنيئة وترتيبا لقي انتقادات حتى من قبل أصدقاء الجزائر..
كما سخر السفير المغربي من الجهل الصارخ لنظيره الجزائري بالفروق الدقيقة والاختلافات في طبيعة وولايات عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مذكرا بأن بعثة المينورسو هي بالفعل عملية تقليدية من عمليات حفظ السلام تكمن مهمتها الوحيدة في الإشراف على وقف إطلاق النار.
هدا ولم يكن باستطاعة ممثل ال” كابرانات ” تقديم أجوبة ملموسة وآنية، وانتظر أياما، لينطق كفرا في رسالة جديدة ، وجهها امس الاحد 17 يوليوز الجاري، حاول من خلالها ممثل النظام العسكري، الدائم لدى الأمم المتحدة، ايهام ممثلي الأمم المتحدة بمجلس الامن – بدون خجل – بمعطيات تجاوزها الزمن ، بالرجوع الى الوضع القانوني للصحراء المغربية، و ذكر بانه حسب دراسة أعدتها الأمم المتحدة لمسألة الصحراء ، تعود إلى عام 1963، وفيها أدرج الإقليم ضمن قائمة الأقاليم المطلوب إنهاء الاستعمار فيها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، متناسيا الحقائق التاريخية ، المتمثلة في ان المغرب مباشرة بعد حصوله على الاستقلال ، شرع في استكمال ما تبقى من الأجزاء المغتصبة بالجنوب المغربي، طرفاية وسيدي افني والأقاليم الجنوبية بالساقية الحمراء ووادي الذهب، استجابة لممثلي وشيوخ القبائل الصحراوية، الذين وفدوا بكثافة لتقديم البيعة التي تربط الصحراء بملوك الدولة العلوية، مما حدا بالمغرب بتقديم طلب تسجيل قضية الصحراء بالأمم المتحدة سنة 1963،بعد استرجاع منطقة طرفاية سنة 1958 و بعدها استرجاع مدينة سيدي افني…
ويبدو جليا من خلال مداخلة هذا الممثل البئيس، انه لم يدرس التاريخ جيدا، باعتبار ان واقع تجزئة المغرب كان معروفا تاريخيا، بعدما تم تقسيمه الى أربعة مناطق نفود، ما بين حمايتين فرنسية ( في الوسط) وإسبانية ( في الشمال) ومستعمرة اسبانية ( في اقصى الجنوب) ومنطقة حكم دولي بطنجة، فمباشرة بعد المفاوضات الثلاث الأولى التي أعقبت الإعلان عن الاستقلال ما بين 3 مارس و9 شتنبر 1956، استأثر الاهتمام بمواصلة الكفاح الوطني من أجل تحرير ما تبقى من الأجزاء المغتصبة بالجنوب المغربي، طرفاية وسيدي افني والأقاليم الجنوبية.
الغريب في امر هذا (الجاهل) بالحقائق التاريخية، انه تطرق في رسالته، الموجهة الى الأمين العام للأمم المتحدة، معتمدا أسلوب الكذب والمغالطات كعادته، بل وضرب اخماسا في اسداس و هو يتحدث عن أمور خارج التغطية من قبيل – قبول مجلس الامن بإنشاء بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء- و التي لا توجد الا في مخيلة ( زاويش الكابرانات) …
و ما يستأثر من الانتباه في رسالة هذا الديبلوماسي المغبون، هو كيف يمكن ان يكون ممثل الجزائر جاهلا، الى هذا الحد…والا كيف يمكن تجاهله لقرارات مجلس الأمن منذ عام 2007، ولا سيما القرار 2602، الذي تم اعتماده في 29 أكتوبر الماضي، بشان تحقيق حل سياسي واقعي و عملي و دائم و مقبول في ظل المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي حظيت بدعم واسع من طرف العديد من أعضاء مجلس الأمن، حيث اعتبر هؤلاء الأعضاء أن هذه المبادرة تظل هي الأساس الجاد وذو المصداقية الكفيل بإنهاء النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، علاوة على ذلك، تجاهله بالاعتراف التاريخي للولايات المتحدة الامريكية بالصحراء المغربية ، و الدعم الأخير لإسبانيا وألمانيا لمبادرة الحكم الذاتي على نطاق واسع ، و الموقف الجريء بخصوص الصحراء المغربية، التي أعلنت عنه يوم السبت الأخير كل من البرتغال و بريطانيا ، كما ان هذا الديبلوماسي الجاهل تناسى بالمرة الموقف التاريخي لمعظم الدول العربية التي أعلنت جهارا في الأمم المتحدة ، و امام -هذا الجاهل – اعترافها بمغربية الصحراء …
وتجدر الإشارة إلى أن القرار 2602 ذكر الجزائر خمس مرات، داعيا إياها الى أن تظل منخرطة في عملية الموائد المستديرة خلال مدتها الكاملة، بروح من الواقعية والتوافق، بهدف إنجاحها، مكرسا، بذلك، دور الجزائر كطرف رئيسي في هذا النزاع الإقليمي، كما نوه أعضاء المجلس بالتعاون التام للمغرب مع بعثة مينورسو، بما في ذلك تلقيح أعضاء هذه البعثة في إطار حملة التلقيح الوطنية ضد كوفيد -19، وأعرب أعضاء مجلس الأمن، خلال الاجتماع الاخير، عن قلقهم الشديد إزاء خرق “البوليساريو” لاتفاق وقف إطلاق النار، وانتهاكاتها للاتفاقيات العسكرية، وعرقلتها لأنشطة المينورسو، ولحرية تنقل مراقبيها العسكرين…

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button