عيد العرش وزخم الانجازات الملكية
تحل اليوم ذكرى 23 لعيد العرش الموافق لفاتح محرم1444 من السنة الهجرية و 30 من شهر يوليوز 2022 لاعتلاء الملك محمد السادس عرش أسلافه الغر الميامين.
و هي مناسبة يحتفل بها المغاربة، وفرصة للتوقف عند أهم المحطات التي شهدتها المملكة تحت قيادة الملك، وما عرفته البلاد من تطورات ومستجدات على جميع الأصعدة، سواء السياسية، أو الاقتصادية أو الاجتماعية.
ومنذ اعتلائه العرش؛ قاد الملك محمد السادس إصلاحات كبرى أحدثت تحولات عميقة وهيكلية شملت مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والدينية والحقوقية وكانت ترمي جميعها في منحى تدعيم الديمقراطية وبناء دولة القانون والحداثة وتعزيز حقوق الإنسان.
ومنذ توليه المسؤولية، أعطى الملك محمد السادس إشارات قوية لتحديث الأنظمة الإدارية بالمغرب، حين أمر بالإفراج عن بعض المعتقلين السياسيين، وأطلق خطة المصالحة لتعويض المتضررين مما عُرف باسم (سنوات الرصاص). وخلال السنوات الأولى من حكمه أعطى أهمية كبيرة للتعليم والنهوض بشؤون المرأة وهو ما تم الإعلان عنه رسميًا عندما أقر قانون الأسرة الجديد عام 2004، وهو قانون يعزز دور المرأة داخل الأسرة ويمنحها حقوقا جديدة.
ومن بين السمات التي طبعت فترة حكم محمد السادس، هي طي صفحة الماضي وإنجاح تجربة العدالة الانتقالية، وتحقيق التنمية الشاملة على كل المستويات والأصعدة، وغدا المغرب في عهده يحتل مكانة متميزة على الصعيد الدولي والمغربي، إذ تمكن من إرساء مشروع مجتمعي ديمقراطي حداثي وتحقيق منجزات حقيقية في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية من أجل الوصول إلى مصاف الدول الديمقراطية والمتقدمة.
في عام 2011 انطلقت حملة احتجاجات شعبية في المغرب قادتها حركة 20 فبراير متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مطلع عام 2011 وخاصة بالثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللّتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك وطالب المتظاهرون بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، استجاب الملك محمد السادس لمطالب المتظاهرين ووعد فيها بإصلاحات كبيرة بما في ذلك الضمانات الدستورية لحرية التعبير، المساواة الاجتماعية للمرأة، واستقلال القضاء، تبنى المغرب دستورًا جديدًا استجابة للحراك الشعبي، والذي يشكل اليوم الإطار الدستوري الذي يؤطر النموذج الديمقراطي الحداثي التنموي المغربي المتميز، ويشكل تعاقدًا تاريخيًا جديدًا بين العرش والشعب.
كما أطلق الملك محمد السادس العديد من المشاريع الاقتصادية الكبرى بقيادة وإشراف مباشر منه سواءً مشاريع البنى التحتية (الطرق، الموانئ، المطارات، القطار الفائق السرعة…)، أو برامج النهوض بقطاعات إستراتيجية كالفلاحة والصناعة والطاقات البديلة.
وكذلك أعطى انطلاق مبادرة إصلاح الحقل الديني لتكريس الأسس المذهبية للمغرب مع ترسيخ الهوية الأصيلة للمملكة والتي تتسم بالتوازن والاعتدال والتسامح، وقد جعل منذ السنوات الأولى لتوليه العرش هذا الإصلاح حقلًا أساسيا، بهدف ضمان تدبير حكيم وهادئ للشأن الديني تأخذ بعين الاعتبار تطور المجتمع المغربي مع الوفاء لأسس الهوية الروحية الفريدة للبلاد، وَوُضِعت إستراتيجية متعددة الأبعاد لتجديد الحقل الديني عبر إعادة تنظيم المجلس الأعلى للعلماء وتأهيل الأئمة.
و حاز الملك محمد السادس على العديد من الجوائز والميداليات الرفيعة من قبل هيئات برلمانية ومنظمات دولية وغير حكومية أشهرها وسام التميز لأكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم من قائمة الملوك والرؤساء وكبار السياسيين ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالإضافة إلى قلادة (أبي بكر الصديق) التي مُنحت له من جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية التي تعتبر أعلى وسام للمنظمة وذلك تقديرًا منها لدور الملك محمد السادس في العمل الإنساني والخيري وتضامنه مع الفئات المعوزة.