أكد الباحث في العلوم السياسية والقضايا الدولية، عبد الفتاح نعوم، أن خطاب الملك محمد السادس، مساء أمس السبت، إلى الأمة بمناسبة عيد العرش المجيد، يرسي “رؤية شمولية بعيدة المدى” من خلال الربط بين مجموعة من القضايا وتحديد كيفية معالجتها.
وأوضح نعوم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الخطاب الملكي كان “كما العادة، واضحا وصادقا”، وحمل أجوبة لكثير من الأسئلة والقضايا التي تثار على مستوى الرأي العام الوطني والإقليمي والدولي، وذلك من خلال كشفه مجموعة من الأعطاب وكيفية معالجتها عبر توجيه كافة المتدخلين المعنيين من أجل ترميم شتى جوانب النقص.
وأشار إلى أنالملك أطلق عدة رسائل في غاية الأهمية، فيها ربط بين مجموعة من الملفات والقضايا التي تتمحور كلها حول سبل تعزيز الريادة المغربية، الاقتصادية والجيو-سياسية، على المستويين الإقليمي والدولي.
وسجل المحلل السياسي أن تطرق الخطاب الملكي إلى مسألة تجويد قانون الأسرة وتمكين المرأة كان من باب التنبيه إلى أن الأسرة هي نواة المجتمع، والتأكيد على أن “كل الأوراش الاجتماعية والصحية التي تشهدها المملكة، تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك، لن يكون لها منفعة وأثر إيجابي إن لم يكن المستقبل الفعلي؛ أي الأسرة والمجتمع مبنيين بشكل سليم، وفي ظل قوانين تحميهما وتصونهما من كل عوامل التصدع”.
وأكد “نعوم “، إن إثارة الملك لمسألة الأسرة وحقوق المرأة، في هذا التوقيت، هو “تنبيه استراتيجي” مفاده أن الأفق الذي يمضي إليه المغرب قدما لن يتحقق دون تحصين الجبهة الداخلية، موضحا أن هذه الجبهة الداخلية لا يمكن تحصينها خارج “نظم الحماية والعدالة الاجتماعية” وبناء أسرة قادرة على إنشاء أفراد صالحين قادرين على القيام بالمهام المنوطة بهم على الوجه الأمثل داخل المجتمع.
وفي نفس السياق، أشار إلى أن الخطاب الملكي نبه إلى العديد من “المزالق الإيديولوجية والثقافية” والمخاطر التي تتصل بموضوع الأسرة، مذكرا بالدينامية التي ما فتئ يطلقها الملك دفاعا عن المرأة وحقوقها، وكذا لتطوير منظومة الأسرة عبر خلق التوازن بين المقتضيات التي تنص عليها الشريعة الإسلامية والمذهب المالكي المعتدل وبين متطلبات العصر.
و قال المحلل السياسي نعوم ، فيما يتعلق بعلاقة المغرب بالجارة الجزائر، إن الخطاب الملكي تضمن “تذكيرا لجيراننا بالقيم التي تقوم عليها المملكة المغربية منذ فجر التاريخ، أي مبادئ احترام الجوار والروابط الإنسانية والثقافية والتاريخية والمصيرية والدينية، التي يسهر عليها جلالة الملك”.