بقلم: سليم الهواري
على اثر الصراع القائم بين اجنحة جبهة البوليساريو ، والتي بلغت اوجها في الأيام الأخيرة، خاصة الصراع العائلي بين أبناء ولد البوهالي ( المعروفين بتهريب الاسلحة والمخدرات ) وعائلة محمد لمين احمد وزير المالية لجبهة الوهم ، و هو بالمناسبة – ابن اخت إبراهيم غالي-، وكذا تجدد الصراع على مراكز النفوذ داخل الجبهة بين مصطفى سيد البشير، من قبيلة الركيبات، والمسمى ” وزير داخلية الجبهة المزعومة ” ، منصور عمر، خصوصا بعد أن صرح سيد البشير بأن بوليساريو ليست دولة، وأن الجميع مجرد لاجئين، وأن إبراهيم غالي ليس رئيسا وإنما هو لاجئ مثل الجميع، و ما لفت الانتباه ان تطورات هذا الصراع امتد الى صراع قبلي بين العشائر خاصة بعد تأجيج الأزمة بين قبيلة ” لبيهات ” و ” أولاد موسى ” (قبيلة الركيبات) وفي ظل تنامي هدا الصراع حذر خبراء دوليون من تفاقم الاحتقان الداخلي أكثر بعدما ظهرت معالمه بادية للعيان، من خلال حالة الانفلات الأمني والفوضى السائدة في مخيمات تندوف التي تسيطر عليها البوليساريو في جنوب غرب الجزائر…
واظهرت تقارير أن الطبيعة القبلية لتنظيم بوليساريو باتت مفضوحة لدى قاطني مخيمات تندوف، لاسيما بعد الترهل والتفكك اللذين باتت تعاني منهما الجبهة مؤخرا بسبب الفوضى التنظيمية والفشل في تدبير أمور المخيمات، خاصة ما تعلق منها بنهب وسرقة المساعدات الإنسانية، إضافة إلى الهزائم والانتكاسات على المستويين العسكري والدبلوماسي، وهو ما انعكس على منظومتها القمعية التي باتت منفلتة، خاصة في مخيم السمارة الذي شهد أحداث شغب واسعة تمثلت في حرق مقر للشرطة وبعض المكاتب الخاصة بالأمن الجزائري، لتشمل رقعة الاحتجاجات مخيم أوسرد الذي شهد هو الآخر إتلاف خزان الماء الخاص بالقطاع الشمالي، واختطاف ثلاثة عناصر من ” شرطة” بوليساريو…
وحسب العارفين بخبايا الأمور، فان التفكك الواضح الذي طال التوظيف القبلي الذي عكفت عليه الجبهة منذ فترة تأسيسها، حيث استهدفت الصحراويين بناء على أصولهم العرقية، سيقرب الجبهة الى اجلها المحتوم وسيكون مصيرها الانقراض والفناء آجلا ام عاجلا….
يذكر انه سبق لغوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره الأخير، الإشارة الى الوضع الإنساني السيئ لسكان المخيمات، وأن 88% منهم يعيش حصرا على مساعدات منظمات الأمم المتحدة، ففي هذا رسائل إلى النظام الحاضن للانفصال، أن سكان المخيمات محتجزون لدى النظام الجزائري، الذي لا يتورع عن الاتجار بقضايا إنسانية، ورسالة كذلك إلى قيادة البوليزاريو أنها لم تستطع تدبير مخيمات فبالأحرى أن تدير دولة، وهذا ما يجعل فكرة تأسيس دولة في الصحراء غير واقعية وغير دائمة وغير جادة في سياق إشكالات بناء الدولة ووظائفها في المنطقة.