سوداني في مقبرة الشهداء بوجدة الحدودية + فيديو
عبد الكريم خميس عبد الرحمان عيسى ، من مواليد عام 1995 سوداني الجنسية.
توفي رحمة الله عليه في 19/06/2022 بإقليم جرادة قرب الحدود المغربية الجزائرية، وتم دفنه في مقبرة الشهداء بوجدة بتاريخ 13/08/2022 بمبادرة من جمعية مساعدة المهاجرين في وضعية صعبة بوجدة.
يلقى عدد كبير من المهاجرين مصرعهم كل عام أثناء محاولتهم الوصول إلى القارة الأوروبية، حسب الموقع العالمي “أخبار الهجرة” بعد أن كانوا ضحايا للإرهاق الشديد والعنف أو المرض. وفي المغرب، التي يعد ممرا مهما للهجرة غير الشرعية في اتجاه إسبانيا، تكافح جمعية محلية بوجدة من أجل التعرف على هوية المهاجرين المتوفين وتنظيم جنازة تليق بكرامة الإنسان.
تعد الحدود بين الجزائر والمغرب من أكثر نقاط العبور التي يسلكها بشكل سري المهاجرون القادمون من أفريقيا جنوب الصحراء والذين يأملون في الوصول إلى أوروبا. وعلى طول تلك الحدود، وعلى مسافة تمتد على 500 كيلو متر مرورا من مدينة السعيدية شمال المغرب وصولا إلى مدينة فجیج جنوبا، ليس من النادر العثور على مهاجرين لاقوا حتفهم.
“الغالبية العظمى من العائلات لا تملك الإمكانيات المالية لأخذ جثامين أبنائها”
ويسهر حسن العماري رئيس جمعية مساعدة المهاجرين المتواجدين في وضع هش في مدينة وجدة التي تقع في شمال شرق المغرب غير بعيد عن الحدود مع الجزائر، على التعرف على هوية جثث المهاجرين وإعلام عائلاتهم وتنظيم جنازاتهم.
ويكافح العماري منذ نحو خمسة أعوام ليرجع لهؤلاء المهاجرين، الذي ماتوا في معظم الأحيان وسط التجاهل، كرامتهم الإنسانية. حيث يقول:
“يتم إعلام الجمعية بحالات وفاة المهاجرين في معظم الأحيان من قبل قوات الدرك المغربي والسكان والمهاجرين وحتى الناشطين. ومعظم المهاجرين يموتون بسبب الإجهاد والتهاب السحايا وفي بعض الأحيان نعثر على آثار عنف في أجسادهم.
ومباشرة بعد تلقي المعلومة، نقوم بتنظيم اجتماع مع جاليات المهاجرين التي نملك اتصالات بها من أصيلي مالي والكونغو والسودان والنيجر ودول أفريقية أخرى. ونطلب منهم هل يعرفون الشخص الذي نمدهم بصورة له.
حال ما يتم التعرف على هوية الشخص، نعلم عائلته بخبر وفاته ونطلب منها إما أخذ جثمانه أو مد الجمعية بتوكيل لإتمام إجراءات الدفن. والغالبية العظمى من العائلات لا تملك الإمكانات المالية لإجلاء جثامين أبنائها وهو ما يجعلهم يطلبون منا دفنهم في عين المكان”.
العثور على سودانيين اثنين متوفين
“يوم السبت 13 غشت الجاري، نظمت الجمعية جنازة سوداني يبلغ من العمر 27 عاما. وتم العثور عليه متوفيا يوم 19 يونيو 2022 في منطقة جرادة على بعد نحو 50 كيلو مترا جنوب وجدة قرب الحدود مع الجزائر.
ويدعى هذه المهاجر خميس عبد الرحمن عيسى وقد عثر على جثته مع مهاجر آخر من المرجح أنه يحمل الجنسية السودانية ولكن لم نتمكن من تحديد هويته إلى حد الآن.
وحسب تقرير التشريح، فقد توفى خميس بسكتة قلبية. وتمكنا من التواصل مع شقيقه الذي سمح لنا بتنظيم جنازة له”.
جثمان خميس عبد الرحمن عيسى الذي تم نقله إلى مسجد في وجدة حيث تم تنظيم صلاة الجنازة. (أنظر الفيديو رفقته يوم السبت 13 غشت 2022)
“لم نقم أبدا بدفن جثة مهاجر تحت اسم “مجهول”
وأضاف حسن عماري رئيس جمعية مساعدة المهاجرين في وضعية صعبة بوجدة:
“لقد التزمنا بأن نعلم عائلات المهاجرين المتوفين بكل مراحل الدفن. ونقوم بتسجيل مقاطع فيديو يتم بثها مباشرة على فيس بوك حتى تتمكن هذه العائلات من متابعة كل تفاصيل الجنازة.
نعتبر أنه من الضروري تحديد هوية الأشخاص قبل أن يتم دفنهم. وعلى مستوى الجمعية، لم نقم أبدا بدفن مهاجر تحت اسم “مجهول”، لأننا نعتبر هذه المهاجر إنسانا يجب أن يدفن تحت اسمه الحقيقي. ونعمل على أن يتحصل المهاجرون المتوفون على نفس الجنازة التي يحظى بها أي مغربي.
ولم يتم التعرف على عدد كبير من هويات المهاجرين رغم جهود الناشطين. وفي المجمل، وبعد أربعة أو خمسة أشهر من وفاتهم، تقرر المحكمة دفنهم بهوية مجهولة بهدف إفراغ أماكنهم في ثلاجات الموتى. ولكن قبل ذلك، تقوم السلطات بأخذ عينة من حمضهم النووي تقوم بتخزينه في بنك معلومات.
وخلال الخمسة أعوام الماضية، تمكنا من التعرف ودفن 49 شخصا، ومنذ بداية جائحة فيروس كورونا، قمنا بدفن 11 شخصا. خلال فترة العزل الصحي العام، تراجع نشاطنا بسبب القيود الصحية. وفي مدينة وجدة، يوجد في الوقت الحاضر تسع حثث في ثلاجات الموتى ونأمل في التعرف على هوياتهم”.