اليهود المغاربة يرممون الذاكرة في متحف “بيت يهوذا” بمدينة طنجة القديمة
جرى البارحة الجمعة حسب قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، افتتاح متحف الذاكرة اليهودية بالمدينة العتيقة لطنجة (بيت يهودا)، بعد عملية ترميم وإصلاح واسعة همت كنيس “الصياغ”.
وخضع مبنى كنيس “الصياغ” لإعادة التأهيل في إطار برنامج تثمين المدينة العتيقة لطنجة وترميم جميع دور العبادة التي تعتبر فضاءات ذات حمولة حضارية خاصة، الذي تشرف عليه بتوجيهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس وكالة تنمية أقاليم الشمال بتنسيق مع ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل.
وكان فضاء المعبد اليهودي “الصياغ” قد تعرض للإهمال لأكثر من 60 عاما ، كما كان مهددا بالانهيار في أي لحظة، قبل أن يتقرر إعادة تأهيله بشكل يحترم كليا الأشكال الهندسية والمكونات الأساسية للموقع الديني /التاريخي، الذي يعود بناؤه الى أواخر القرن التاسع عشر.
وأشرف على افتتاح متحف الذاكرة اليهودية ، الذي كلف تشييده غلافا ماليا يقدر بنحو مليوني درهم بتمويل من وزارة الثقافة، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة محمد مهيدية، ورئيس مجلس الجهة عمر مورو، والأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب سيرج بيرديغو ،وعامل عمالة الفحص أنجرة عبد الخالق المرزوقي و المدير العام لوكالة تنمية أقاليم الشمال منير البيوسفي وأطر المؤسسة الوطنية للمتاحف و منتخبين وشخصيات مدنية، وممثلي الطائفة اليهودية بالمغرب، والمجتمع المدني الوطني والمحلي .
وأشرفت لجنة تمثل الطائفة اليهودية بطنجة بالموازاة مع أشغال إعادة تأهيل الكنيس، على تمويل وتنفيذ سينوغرافيا و فضاء متحف “بيت يهودا” للحفاظ على التراث والترويج للثقافة اليهودية “ميغوراشيم” التي أنشئت في المنطقة الشمالية من المملكة.
وأكد بالمناسبة الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب سيرج بيرديغو، أن افتتاح هذه المعلمة الحضارية يعكس من جهة الرعاية التي يوليها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لرعاياه من اليهود ،كما يعكس التنوع الثقافي والحضاري للمغرب وتلاقح كل مكونات الحضارية المغربية، التي يعد الموروث والثقافة اليهوديين رافدا مهما من روافدها.
وأضاف سيرج بيرديغو أن افتتاح هذه المعلمة، التي تعد جسرا حضاريا يربط الماضي بالحاضر، يساهم أكثر فأكثر في إعطاء قيمة مضافة لمدينة طنجة من الناحيتين الثقافية والسياحية، والتي أضحت بفضل الاهتمام المولوي السامي نقطة جذب خاصة تبرز أصالة المغرب متعدد الثقافات وعمقه الروحي والديني.
ويغني افتتاح متحف الذاكرة اليهودية بالمدينة العتيقة مكونات الحضارة المغربية بشمال البلاد، ويعطي نظرة شاملة عن خصوصيات الطائفة اليهودية بشمال المغرب. وتعزز مبادرة إعادة تأهيل مبنى كنيس “الصياغ” المكانة الثقافية لمدينة طنجة ويمكن سكان المدينة وزوارها من الاطلاع عن قرب وبشكل علمي دقيق على الإرث اليهودي المغربي وتاريخ الطائفة اليهودية بالشمال وعاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية وممارساتهم الدينية.
ويتضمن المتحف، الذي يقع على مساحة تزيد عن 260 مترا مربعا، قاعات وأروقة للعرض تتضمن الأزياء والحلي التقليدية اليهودية بالإضافة الى صور ومقتنيات ليهود عاشوا بالمغرب خلال القرن الماضي، كما يضم المتحف محلا للهدايا التذكارية، ومن المخطط أيض ا إنشاء مركز للدراسات والأبحاث مكرس لليهود السفارديين في شمال المغرب.