عبدالكريم الوزان – العراق
” الطوفة أو الحِيْطة الهبيطة عند غالبية اللهجات العربية الشعبية، تعني السور الهابط الذي لا يمنع ولا يعيق أحداً من المرور، وأصبحت العبارة كمثل يُقال للإشارة إلى الشخص السلبي الذي لا يقدر على الدفاع عن نفسه أو ما شابه”(1).
وفي العراق يقال أيضا ( حايط نصيص ) أي سور غير مرتفع يمكن تجاوزه والقفزمن فوقه بسهولة ، أو ( على كًـد الإيد) أي بمتناول اليد و مقدور عليه وتحت الأمر والسيطرة .
حالنا اليوم هو ( كالطوفة) و( كالحايط النصيص ) وعلى ( كًد الإيد)!!. ولايحتاج ذلك لتفسير وتوضيح لا من العراقيين ولا من العرب والأجانب بعد أن أصبحنا ( فرجة ) للجميع . والأمثلة كثيرة منها : التدخلات الأجنبية السافرة وانتهاك السيادة والاملاءات والوصاية وتمادي الأحزاب والقوى المتنفذة في التحكم بمقدرات العراق ، في وقت تتفرج فيه السلطات وتراقب الأوضاع عن كثب ، وتتوسل بهذا وتحاول اقناع ذاك وارضاءه . وغيرها قوى دولة عميقة تستورد ماتشاء من الخارج من بضائع ومواد غذائية وانشائية وكهربائية وفواكه وخضر وغيرها حتى اذا كان العراق يزخر ويشتهر بها. وغيرهم يفكك مكائن مصانع كبيرة ويهربها عبر الحدود بحجة صيانتها أو الحفاظ عليها . ولاننسى قطع المياه وتجفيف الأنهار . وأما الطاقة الكهربائية التي حرم منها الشعب وأستغلت كورقة سياسية فحدث ولاحرج . وفي الذاكرة العدوان العسكري وقصف المدنيين ، وهكذا بتنا ( كالطوفة ) التي تقع في النهاية على راعيها !!.
الفاسدون فكرا وعقلا وذمة وتأريخهم الحافل بالفساد والارهاب والعمالة يشهد على ايغالهم في تخريب البلاد وتعذيب العباد ، لن يفلتوا من عقاب الله وخلقه الذين ذاقوا كل أشكال الضيم والحرمان والهوان ولايسعنا الا ان نقول فيهم ماقاله الشاعر* :
ظهر الفسادُ ورفرفت راياتهُ
ولبئس ما رفـَّـتْ من الراياتِ
وتظاهرتْ وتناصرت اركانهُ
من كلِّ ذي سـفـلٍ حقير الذاتِ
فهم العصابةُ ذاتَ ابشعِ منهجٍ
تسعى … لتبلغَ ابشعَ الغاياتِ
فتكادُ تشعر بالهواء ملوثاً
من عهرِهِم في زحمة الطرقاتِ
فعلى المكاتبِ شارةٌ من فاجرٍ
تدعو لأكل السحتِ بالرشواتِ
وترى الزنيم اذا تعاظم بينهم
من فرط بلع المال بالسرقاتِ
وكأنه حبلى الزنا من فاحشٍ
جمع الخنا* بتراكم الشهواتِ
وتفوح منه روائحٌ لو أنها
هبتْ على قُطرٍ من الجناتِ
تركته تذروه الرياح مهشماً
لم تَـبـقَ فـيـه بقـيـةٌ لحـيـــاةِ
لا تعجبوا من فعل جيشٍ زاخرٍ
مِـن كَـيـدِ فُـسَّــــادٍ بـهِ وعُــتـــاةِ
لا تعجبوا … من كل ضرٍّ مسَّكُمْ
…. منهم …. وكُــــلِّ إساءةٍ مُـدناةِ
وسقوط صرحٍ للحضارة شامخٍ
بالامس كـــــــــــان ذخيرةً لاُباةِ
وضياعِ كل فضيلة ما بيننا
ونفوق كل بضاعةٍ مُزجاةِ
غمطـُ الحقوقِ رذيلةٌ من شأنها
تحطيمُ مجتمعٍ وشَلُّ بـُناةِ
1- عبد الله العمادي ، الطوفة الهبيطة ، الشرق ، 29 سبتمبر 2016
* شعر سامي طه
* الخنا : الفاحش في منطقه وكلامه