بقلم: عبد السلام البوسرغيني
اعتدنا في مجال الاعلام أن نقدم نماذج من الناس الذين لهم ارتباطا بالقضايا التي تدعونا المناسبة للتحدث عنها ، مثلما دأبنا على انتهاز الفرصة للتحدث عن القضايا التي لها ارتباط بالإنسان الذي نقصده ٠ وأريد هنا أن أتحدث عن التربية والتعليم في سياق حديثي الموجه الى أحد أفراد اسرتي لأهنئه بعيد ميلاده وأقول :
إنه كلما أطل علينا يوم 21 غشت من كل سنة لنحتفل بذكرى ميلادك يا “رضا لغزايل”، يحلو لي التوجه بالخطاب اليك لسببين : أولهما أنك حفيد أختي المرحومة للا فاطمة البوسرغيني ، وثانيهما لأنك تسير في الطريق القويم لتصبح إنشاء الله من الأطباء الذين نعتز بهم ، خصوصا بعد أن كشفت لنا الأيام كم نحن محتاجون في هذا الوطن العزيز إليكم والى خدماتكم كمعالجين لماحل بنا من وباء على غرار أقطار العالم .
إنني أعرف حق المعرفة ، وأنا الاب المجرب ، ما يبذله الآباء من تضحيات وجهود وحرص لكي يأخذ الأبناء طريقهم نحوتسلق المراتب في حياتهم الدراسية ، ولذلك أعرب عن تقديري لأبيك أخي عبد الإله لغزايل لكونه أوصلك أنت وأختك سهيلة الى المرتبة التي تؤهلكما بحول الله لتعززا صفوف أطبائنا الذين نقدر جهودهم وتضحياتهم من أجل علاج المرضى وإسعادهم .وإنني إذ أتوجه إليك بتهنئتي الحارة بعيد ميلادك أنوه بهذ المناسبة بما بذلته من جهد لكي تحقق لأبويك آمالهما فيك على غرار شقيقتك سهيلة ، متمنيا أن تصلا الى مرحلة التخصص بنجاح .
وإنني إذ آتحدث عنكما أتحدث في الواقع عن أسرتكم لأقدمها كمثال لتقتدي بها الأسر المغربية ، ولأحث الآباء على الاستثمار في تكوين ودراسة الأبناء والتضحية بما يمكن أن يتوفر للآباء من إمكانيات لضمان الاستمرار في دراستهم ، خدمة لأنفسهم ولمجتمعهم ووطنهم . فليس هناك استثمار أفضل من الاستثمار في الأبناء .
لا أخفي عليك يا أبني رضا أنني ذرفت الدموع على كبري من أجل دراسة بعض من أبنائي ، خصوصا يوم استحقت بنتي شامة التسجيل في جامعة الأخوين فطلب مني أداء ثمانين ألف درهم سنويا ، وهو مبلغ لا يقدر عليه من تتوقف حياة أسرته على الأجر الشهري ، ومع ذلك بذلت من الجهد ما مكنها من الانتساب ألى هذه الجامعة والتخرج منها بتفوق .
واسمح لي يا رضا ان انا انتهزت فرصة تهنئتك بعيد ميلادك للتذكير ببعض ما واجهته في تأمين دراسة أبنائي وذلك من أجل أن أنبه أولئك الآباء الذين يبحثون عمن يوجهون اليهم اللوم في
تعثر أبنائهم في الدراسة ، وأقول لهم إن الجزء الأكبر من حظوظ الأبناء في تحقيق النجاح في دراستهم يعود الى الآباء ، ولا عذر لمن يهمل أو يتساهل في تربية أبنائهم ، ولا عذر لمن لا يحرص على تتبع أطوار دراستهم .
عبد السلام البوسرغيني.
الشيخشاب كما سماني الصديق
عبد الرحيم التوراني الصحفي البارز