أخبارفي الصميم

الصحافة بين الاحتضار والانتظار…و “فتيحة البوالة” في حوار!!

بقلم: حنان الطيبي
لا شك أن صاحبة الجلالة أصبحت تعاني في وقتنا الحالي وبشدة، فهي قد بلغت بالفعل عنق الزجاجة..، وقد لا يتسنى لها التحرر إلا بكسر الزجاجة نفسها..!

السلطة الرابعة او صاحبة الجلالة او الصحافة عموما، لك ان تسميها ما شئت..، اختلفت الأسماء والفحوى واحد، لكن ثق كل الثقة أنها لم تعد تحافظ على الفحوى نفسه.. فقد احتفظت بالإسم فقط دون الحفاظ على الهوية !.

والخبر المحزن في قضيتنا هاته، هو أن صاحبتنا وللأسف الشديد أصبحت مثل تلك الفتاة التي مارست العهر مع آلاف الرجال لكنها محتفظة بلقب “البكر الرشيد”!، طالما غشاء بكارتها بريئا. !.

إلا أن الفارق الوحيد هو أن الصحافة حقيقة اغتصبت ولم تعاهر احدا، فهي لم تجار احدا ولم تعرض نفسها على أحد، بل كانت دوما تفخر بأخلاقياتها وعزة نفسها، وهي إذ تحضرك لا تساومك غن نفسها ولا تتاجر، فجرة قلم تلزم ضميرك كل المسؤولية والتدبر، كما تلزمك ثقل تحملها في الأرض وفي السماء على السواء.. لكنها رغم ذلك تعرضت لاغتصاب جماعي بالفعل..!

الصحفي لا يؤدي القسم مثل الطبيب والقاضي، لكنه يلتزم بميثاق الشرف وأخلاقيات المهنة، وذلك يغنيه عن تأدية القسم، لكن عندما يصبح الطبال صحفيا وبائعة الكبريت صحافية وبائع الفجل صحافيا ونادل المقهى يحمل ميكروفونا وكاميرا ويمتهن الصحافة ويحضر الندوات، ناهيك عن بائع الكفتة المشوية في أسواق القرى المتنقلة والذي يملك 3 منابر إعلامية.. فهنا يندى جبينك حين تقول أنا صحافي..

قد يقول قائل إن قانون الملاءمة من شأنه ان يصلح ما افسده الزمن في حق الصحافة، إلا أن هذا القانون للأسف، به ثغراث مغفل عنها ولن يصلح الشيء الكثير وذلك لسبب بسيط، الا وهو تركيزه على الجانب المادي أكثر منه على جانب الكفاءة والخبرة والدراسة.. فكم من صحفي كفء يشتغل لدى بائع الكفتة..!.

هو أكثر من سبب جعل صاحبة الجلالة تفقد هيبتها وسلطتها، ففضلا عن ما سبق ذكره فقد غيرت بعض المنابر، إن لم نقل اغلبها، غيرت فحوى الرسالة التي خلقت من أجلها الصحافة، بل وغيرت الوجهة والطريقة ايضا.. فبعد ان كان الهدف الأسمى للصحافة والإعلام هو تنوير الرأي العام والأمانة في تبليغ الخبر وتوعية القارئ بحقوقه وواجباته، وإنصاف المظلوم وانتزاع حقه من الظالم.. وغيرها من الأهداف النبيلة في خدمة الإنسان والإنسانية أفرادا ومجتمعات، أصبحت وللأسف الشديد الصحافة تتهافت على مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي من الحمقى والشواذ وعاهات المجتمع لترص أمام وجوههم البشعة، ميكروفونات كتب عليها بالبند العريض “كذا + بريس”، في ما معناه (حوار تتبناه للصحافة) بغض النظر عن إسم المنبر.. أوا ليس عيبا وعارا على هذه المنابر أن تكرس الوقت وتوفر الفرصة والظروف لعاهة من العاهات البشرية مثل (فتيحة البوالة)، ونأسف على ذكر إسمها التي اشتهرت به، لكي تجري معها حوارا يتبرأ منه الله وخلقه من شدة حقارة الكلمات النابية والشارعية والغير اخلاقية البتة، والتي يتم تداولها من خلاله؟!..، وهذا الإسم على سبيل المثل لا الحصر، ناهيك إصلا عن المواضيع التافهة التي يتم التطرق إليها والتي لا تزيد المتلقي إلا بلادة وتقززا، والأمثلة كثيرة على ذلك..
أيها المتطفل على مهنة الصحافة، إن الصحافة والإعلام براء منك، وإذا كنت تريد تحقيق “البوز” فلك ذلك، لكن ارجوك اكتفي بكاميرا دون ميكروفون يحمل إسم صاحبة الجلالة أو يمثلها بأي شكل من الأشكال..
أيها المسؤولون في قطاع الإعلام، نشد على أياديكم بقوة بالتدخل لإنقاذ صاحبة الجلالة ورد اعتبارها من جديد، نرجوكم أن تعيدوا هيكلة القطاع وأن تضربوا بأيد من حديد على كل متطفل على السلطة الرابعة من قريب او بعيد، فالإعلام يلفظ انفاسه الأخيرة وانتم تنظرون، انقذوا ما يمكن إنقاذه ولو بمسودة قانون، فالصحافة لا تحتاج إلى ميزانية إصلاح بقدر احتياجها إلى إصلاح الميزانية والمنظومة معا

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button