همس المحار
ستحملني أقداري
ترفعني إلى السماوات العلا
لا يهم انشطاري
تَبَعْثُري وانكساري
يستهويني أن أطير
أن أسبح في ملكوت الله
مادام التحليق من اختياري
لا قَدَمَ تدوس الأصْدافَ
لا يد تسرق لؤلؤ المحارِ
سأعانقُ القصيدة
أَسْتَجْمِعُ شتاتي
وقوافي أشعاري
وأنام ملتحفا غطاء الغَيْمِ
على ظهر الموج
يهدهدني بَجَعُ قوارب الصيادين
يأتيني بأصدق الأخبار
والحوت يسمعني تسابيحَ يونس
همسَه نجواه وَوِرْدَ الأذكارِ
سأغسل كل ما علق بي من دَرَنٍ
وأعلق على ثوب الطُّهْرِ أوزاري
وحين يلفظني البحر
أَخْسِفُ عَليَّ من ورق اليَقْطينِ
و أقدم لربي اعتذاري
أذكر أننا كنا عشرُ صَدَفاتٍ
مِنّا مَنْ التَقَمَها صقرٌ كاسر
ومنا من غاصت في عمق البحار
أما أنا فتملكتني خشية الله
وأعلن الرب من فوق عرشه انتصاري
يا ربَّةَ الشِّعر والأصدافِ
حنانُ قلبي ترقب انتظاري
وكرونا تمنعني
أوقفت المراكب
أَوْصَدَتِ الحدودَ
في وجه لَآلِئي وَ عُشْتاري
…