بقلم: سليم الهواري
لم يفهم أي أحد أسباب السكوت المريب للرئيس المزور ال “تبون” وهو يستقبل الرئيس الفرنسي ماكرون، دون كشف الحقيقة المرة لما صرح به الرئيس ماكرون خلال شهر شتنبر 2021، بعدما اتهم علانية النظام “السياسي-العسكري” الجزائري بتكريس سياسة “ريع الذاكرة” بشأن حرب الاستقلال وشكك في وجود “أمة جزائرية” قبل الاستعمار الفرنسي، وهي التصريحات التي أغضبت الحكومة الجزائرية وقررت على إثرها استدعاء سفيرها في باريس حينذاك، ليعود بعد نحو ثلاثة أشهر مدموما مدحورا دون اعتدار رسمي من الرئيس ماكرون…
ولم يكن ال “تبون” الذي استقبل ماكرون و- كأنه امبراطور-، قادرا على النبش في موضوع تصريحات ماكرون السابقة ، بل وضع ” التبون ” نفسه في مأزق عندما قال انه بحث مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، سبل دفع العلاقات بين البلدين، تكريسا لمبدأ إقامة شراكة استراتيجية، مضيفا بأنه تناول مع ماكرون ملف الذاكرة والتعاون الثنائي والتنسيق بالقضايا الإقليمية واستطرد قائلا في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بالجزائر بأن المباحثات مع نظيره الفرنسي، شملت الوضع في ليبيا المجاورة إلى جانب مالي ومنطقة الساحل والنزاع حول الصحراء، الذي “يتطلب جهودا مشتركة لترسيخ الاستقرار في المنطقة”، على حد قوله.
الا ان تصريحات الرئيس الفرنسي كانت متناقضة مع ال “تبون” بشأن المباحثات الثنائية بين الرئيسين، وقال بالحرف، إنه بحث مع تبون أزمة الغاز، والوضع في مالي ومنطقة الساحل، مشدداً على أن الوضع الأمني في مالي والساحل أولوية بالنسبة لفرنسا، لافتا الى أن بلاده تطمح “إلى تعزيز التعاون في هذا المجال، وفي مكافحة الإرهاب”، دون الإشارة لا من قريب او بعيد لقضية الصحراء المغربية، مما يدعو الى طرح أكثر من علامة استفهام…اهانة العصابة استمرت على مسمع ال”تبون” حينما لمح ماكرون في سياق كلامه امام التبون، و كأن لسان حاله يقول:” فشلتم ايتها للعصابة في تدبير الحرائق وحماية شعبك المغلوب على امره، لقد حدثت عندكم وفيات للأسف، نحن أيضا واجهنا حرائق لكن لم تحدث عندنا خسائر بشرية”
ويرى مراقبون ان “عصابة السوء ” أصبح همها الوحيد معاكسة المغرب بكل الأساليب القذرة، حتى و لو كلفها الامر بتسخير ابواقها المأجورة ، كما حدث قبل زيارة ماكرون للجزائر ، حيث تم الترويج لفيديو قصد الإساءة للملك محمد السادس، و هو يمسك قارورة ماء صغيرة ،وكشفت صحيفة ” الاسبانيول” معطيات و حقائق الفيديو المفبرك للملك محمد السادس في باريس، وشددت الصحيفة الاسبانية في مقال لها نشر الخميس 25 غشت الجاري، ان المسمى خليل محمد عبدالعزيز نجل الأمين العام السابق لجبهة البوليساريو ، عقب وفاة والده محمد عبد العزيز المراكشي ، هو اول من قام بنشر المقطع المصور لا يتعدى بضع ثوان على صفحته الخاصة بموقع ” تويثر”، واكدت الصحفية الاسبانية الشهيرة صونيا مورينو للجريدة ان الملك لم يكن ” ثملا” كما روجت له الصفحات و الحسابات المزورة الجزائرية بل كان ظهر في الفيديو يعرج بسبب مرض الم به.
ويبدو جليا ان ما روجت لها مخابرات العصابة البئيسة من مغالطات في حق ملك البلاد، قبل عيد الاضحى وظهوره بصحة جيدة وهو يلقي خطاب العرش وثورة الملك والشعب، يكون قد أيقظ من جديد الحقد الدفين ” لجار سوء” عمل كلما بوسعه على احتقار نفسه بنفسه، امام العالم وامام شموخ المغرب.
ويكفي الهمس في اذن ” الكابرانات ” انه عندما يصطدم الواقع بالكذب المروج له من طرف عصابة عاثت في الأرض فسادا، واسترخصت كل شيء في حياة الشعب من اجل مصالحها الخاصة، فانتظر ساعة الخلاص…