يتابع حزب جبهة القوى الديمقراطية، بغضب بالغ، تفاعلات الخطوة العدائية، التي أقدم عليها الرئيس التونسي قيس سعيد، من خلال استقباله لزعيم الكيان الوهمي، القادم على متن رحلة خاصة من تيندوف إلى العاصمة تونس، من أجل حضور قمة منتدى التعاون الياباني الإفريقي “تيكاد”.
وحزب جبهة القوى الديمقراطية وهو يعرب عن قلقه من هذه الخطوة الاستفزازية، التي مهما سيقدم لها من تبريرات، فإن حقيقتها تبقى ساطعة، بكونها تندرج في نهج تونسي واضح لمعاكسة المصالح العليا لبلادنا، هذا النهج المؤسف، الذي عززه الرئيس قيس سعيد بالانقلاب على كل الشرعيات القانونية والدستورية لبلاده، فكيف له أن يستثني الشرعية الدولية في قضية الصحراء المغربية، وحزب جبهة القوى الديمقراطية، المصونة بتلاحم العرش والشعب المغربيين.
إن حزب جبهة القوى الديمقراطية إذ يؤكد أن هذه الخطوة الهوجاء لن تخدم دولة تونس وشعبها الشقيق التواق إلى التنمية والديمقراطية والسلام في شيء، فإنه يؤكد على أن هذا الانزلاق الخطير هو تحامل على مواقف أبطال التحرير في تونس، وخدمة مجانية لأطراف وأجندات، لا هم لها سوى الرفع من منسوب العداء والتفرقة بين الشعوب المغاربية، وتغذية أسباب التوتر والانفصال بالمنطقة، مؤكدا على انخراط الحزب إلى جانب كل القوى الوطنية والمغاربية، في كل المبادرات التي تهدف إلى تحقيق مشروع المغرب الكبير.
وإذ يعتبر حزب جبهة القوى الديمقراطية أن ما قام به النظام التونسي يضرب عرض الحائط مبادئ حسن الجوار ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين، يؤكد أن مثل هذه التصرفات المعادية للمصالح العليا للمملكة، لن تزيد المغاربة إلا تمسكا وتشبتا بالعروة الوثقى للدفاع المستميت عن أي تهديد يطال الوحدة الوطنية والترابية للمملكة، التي استجمعت ما يكفي من العناصر الضامنة للانتصار النهائي للطرح المغربي المشروع، مهما فعل المناورون.
وحزب جبهة القوى الديمقراطية إذ يجدد إدانته لهذا التصرف العدائي غير المبرر، ولكل الأعمال التي تندرج في نهج العداء وتسميم العلاقات، يستحضر عمق الوشائج المشتركة بين الشعبين الشقيقين، وعمق الروابط التاريخية التي تجمعهم مشددا على وحدة مصير البلدين، مؤكدا دعمه لكل القوى الديمقراطية والتقدمية التونسية في نضالها المشروع من أجل انتقال ديمقراطي حقيقي يصون ممارسة الحريات وعمل المؤسسات.