قالها ذات مرة العبقري الملك، الحسن الثاني رحمه الله: “صديق عدوي هو عدو لي، لكن في الخفاء!”.
ما صدر من الرئيس التونسي سعيد قيس بدعوته واستقباله لزعيم “البوليزاريو” إبراهيم غالي، على خلفية تنظيم المؤتمر الدولي الإفريقي – الياباني التيكاد 8، ما صدر بالحق هو حركة استفزازية أكثر منها أن تكون عدائية، إذ كشف الرئيس التونسي عن حقيقة موقفه السياسي اتجاه المغرب مذيبا ذلك القناع الشمعي الذي كان يخفي وراءه مشاعره الحقيقية لسنوات!.
يقول نيتشه:” كلما ارتفعنا إلى الأعلى يرانا أصغر أولئك الذين لا يستطيعون الطيران!”، لذلك من الطبيعي أن يبيع الرئيس التونسي شيئا من الوهم للرئيس جبهة “البوليخاريو”، عذرا من القارئ، تحسبا لما قد يجنيه قيس سعيد من الكيان الوهمي من مصالح سواء شخصية او سياسية حتى ولو على حساب خسران العلاقة بين دولتي تونس والمغرب.
و للإشارة فقد خرجت الوزارة الخارجية المغربية ببيان حول الموضوع مذكرة من خلاله بالعلاقات التاريخية المغربية التونسية، متهمة الرئيس التونسي باتخاذه قرارات شخصية أحادية، فضلا عن استدعائها السفير المغربي بتونس من أجل إجراء تشاورات معه.
وشهد شاهد من أهلها.. محلل سياسي تونسي ينتقد فعل الرئيس اتجاه المغرب :
هذا وقد قال، مراد اليعقوبي، في حوار صحفي، وهو مواطن تونسي يشتغل كأستاذ لمادة التاريخ في كلية العلوم الإنسانية بتونس، إن الرئيس التونسي قد أقبل على هذه الخطوة بسبب اشتداد الأفق الاقتصادي والسياسي على تونس، فهي تبحث عن متنفس وعن سند قوي من الناحية الاقتصادية والسياسية، وعلى الأرجح قد وجدته في الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لذلك قام قيس بمفاضلة، وهذه المفاضلة فيها خيار، بمعنى أن الجزائر قدمت مساعدات لتونس مقابل أن تغير موقفها من قضية الصحراء المغربية.
هذا ويضيف المحلل السياسي التونسي مراد اليعقوبي قائلا: ( قبل بضعة أيام وصلت شاحنات محملة بالمواد الغذائية إلى تونس، وكانت هذه الشاحنات قادمة من الجزائر، والمعروف أن تونس تفتقد إلى مادة السكر، وكان ذلك بمثابة إعانة فعلية لتونس، ونفس الشيء بالنسبة لمواد اخرى طاقية كالغاز والكهرباء والوقود.. ، كل هذا قادم من الجزائر!. ناهيك عن الدعم السياسي الذي حظيت به تونس من الجزائر، حيث دعا تبون الشعب التونسي إلى المشاركة في الاستفتاء..، وهو تدخل غيى معقول وغير مستحب من الجزائر، لانه شأن داخلي، وربما في المقابل الرئيس التونسي يحتاج إلى دعم خارجي لتهدئة الأوضاع الداخلية للبلاد خصوصا وضعه مع غرب القوى السياسية..).
موقف مشرف للرئيس السنيغالي:
قال الرئيس السنيغالي خلال كلمته في مؤتمر الإفريقي تيكاد 8، إنه من المؤسف انسحاب المملكة المغربية من المؤتمر معبرا عن أسفه لاهتزاز العلاقة التونسية المغربية ومتمنيا بأن تعود المياه إلى مجراها الطبيعي كما في السابق، آملا أن يسابق البلدين لإيجاد حل سريع في القريب العاجل.
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!
في وقت غير بعيد، وتحديدا بعد الثورة التونسية، انهار الاقتصاد التونسي بسبب الأوضاع السياسية التي كانت تعيشها تونس شعبا وحكومة، وعلى إثر ذلك دخل الإثنان أزمة خانقة، ومن ثمة ضربت الثورة التونسية السياحة، والتي تعتبر العصب الأول في الاقتصاد التونسي، إذ حدث أن فقد الشعب الأمن والأمان في البلد، ولعل الكل يعلم ما قام به الملك محمد السادس آنذاك من تقديم مساعدات مادية وإنسانية لتونس، بل والأكثر من ذلك حل ضيفا هناك وراح يتمشى ويتجول جلالته في شوارع الخضراء لكي يسترجع لها ما فقدته من الأمان وتشجيعا منه لإحياء السياحة من جديد.
وختام القول حفظ الله المغرب ملكا ودولة وشعبا، وتبقى رايات المغرب مرفرفة رغم أنوف الحاقدين، وتبقى الصحراء مغربية شاء من شاء وأبى من ابى. وما جزاء الإحسان إلا الإحسان