بقلم: الدكتور نورالدين بلحداد
كان أجدادنا في الماضي يسمون من يتعامل مع النصارى أو يدور في فلكهم بعبيد النصارى، لكن المصيبة العظمى التي ابتلي بها بعض حكام الدول العربية وخاصة تلك الدويلات المصنوعة على مقاس فرنسا، أنهم باعوا دينهم وهويتهم وبلادهم للنصارى وأصبحوا عملاء لهم ولو على شعوبهم، من أجل الحفاظ على كرسي الحكم لا يهمهم لا الجوار ولا الدين ولا الأخوة العربية، بل الحصول على رضى النصارى على حساب رضى الله والضمير.
وهذا ما ابتلي به المغاربة من جوار مع دول، في المظهر عربية و في العمق نصرانية لأنها مصنوعة على أيديهم، ولا تمتلك لا تاريخ ولا مقومات الدولة، همها الوحيد ارضاء أسيادها وتنفيذ مؤامراتهم ونفث سمومهم للتفرقة، فالحكام بالجزائر لا دين لهم ولا ملة همهم معاكسة المغرب وإيقاف قطار التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي خطها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله واعز أمره.
ومازالوا لم يستوعبوا الدرس ولو بعد مرور 47 سنة من المعاكسة المجانية، التي لم تعرقل مسيرة المغرب أما الشيطان الأكبر مهندس هذه المعاكسة، فهو فرنسا الحاقدة والناقمة على المغرب الذي عرى عن وجهها الحقيقي أمام دول العالم، وخاصة أمام حكام أفريقيا، ليستوعبوا الدرس من نضال وجهاد المغاربة ضد الغطرسة الاستعمارية والهيمنة الامبريالية، والاستغلال الفاحش لخيرات البلاد.
فرنسا لم يعجبها خطاب الملك الأخير الذي كشف فيه عن حقيقة تلاعبها في مواقفها، بخصوص قضية وحدتنا الترابية، واتخاد موقف واضح من مغربية الصحراء مثلما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية، وهاهي اليوم تعود لمغازلة ابنتها الغير شرعية، الجزائر عفوا “الدوزيام فرنسيس” بزيارة قام بها رئيسها ماكرون، الذي ظهر في الصورة وهو يتعاظم على أهل الجزائر، ويتبختر في مشيته وكأنه في إحدى مدن فرنسا، انها فعلا قمة المذلة والانحطاط والركوع.
ولنا العبرة في ملكنا الهمام الذي يفرض نفسه على الرؤساء الأجانب، كلما زار بلد من بلدانهم بل حتى رؤساء فرنسا، عندما يحلون بالمغرب يستقيمون في مشيتهم ويعدلون ربطات أعناقهم، لأنهم في حضرة سلطان وملك له تاريخ تليذ، واسلافه كانوا ندا للند مع ملوكهم أين نحن من خزعبلات الجزائر المصنوعة.
أما عن موقف قيس فلا أجد له أحسن من تشبيهه بامرؤ القيس السكران والولهان، وأذكره بقوله اليوم خمر وغدا امر، ولما ستستفيق من سكرتك وينفذ المال “عفوا الصدقة” التي جاد بها عليك من نستحي من ذكر اسمه، وستندم على فعلتك يوم لا ينفعك الندم، وستلقى في مزبلة التاريخ ويختفي ذكرك، ويسقط اسمك من قائمة الحكام التونسيين الأحرار، الذين يعرفون قدر السلاطين العلويين الشرفاء أحفاد الرسول وأصحاب دعوة مستجابة من العلي القدير.