بيان نقابة الصحفيين التونسيين رئاسي أكثر منه مهني
في بيان صادر الاثنين، أعربت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن استياءها العميق مما أقدم عليه الرئيس التونسي قيس السعيد وهو يستقبل زعيم الكيان الوهمي على الأراضي التونسية بمناسبة انعقاد قمة مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية في إفريقيا، تيكاد 8.
كما أدانت بشدة هذا الاستقبال الذي وضع خلاله علم كيان وهمي في صالة الاستقبال، مما يشكل إعلانا صريحا على إخراج الرئيس التونسي لدولته من منطقة الحياد بخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، و إلحاقها بمعسكر معاد للمغرب ومستهدفا لمصالحه ووحدته الترابية.
وأضاف البلاغ بأن الانزياحات في الموقف التونسي ابتدأت مؤشراتها حين امتنع سفير تونس لدى الأمم المتحدة عن التصويت على القرار الأممي 2602 ،والذي لقي ترحيبا دوليا، ولم تعترض عليه سوى الجزائر وجبهتها الانفصالية.
وترى النقابة أن ما أقدمت عليه الرئاسة التونسية لا يمثل فقط فعلا عدائيا تجاه المغرب، بل يساهم في المزيد من توتير العلاقات البينية بين دول المغرب الكبير، في هذه الظرفية العصيبة التي تسعى فيها الأمم العاقلة إلى تمتين سياسات حسن الجوار إقليميا، وهو ما انتبه له المغرب الذي سعى جادا إلى خفض منسوب التوتر.
بلاغ النقابة الوطنية للصحافة المغربية لم يتضمن أي إساءة للدولة التونسية الشقيقة ولا للشعب التونسي الشقيق الذي تربطنا به علاقة أخوة وحسن الجوار منذ قرون. البيان كان شديد اللهجة فيما يتعلق بما قام به الرئيس قيس السعيد، وهو عمل لا يمثل التونسيين بأي حال من الأحوال، وقد عبرت عنه شخصيات وهيئات تونسية ورجال إعلام بقولهم أن السعيد لا يمثل الموقف التونسي الذي نعرفه، فقد أكد الرئيس السابق منصف المرزوقي بأن من طعن المغرب ليست تونس ولكن قيس السعيد.
كما أن الإعلام المغربي لم يسئ للثوابت التونسية ولا للسيادة التونسية، بل بالعكس، نحن نعرف جيدا موقف الإخوة التونسيين، لكننا لم نفهم موقف الرئيس، ولماذا اختار أن يكون دمية العسكر؟ وتونس في غنى عن الدخول في أزمات دبلوماسية وخصوصا مع الجار المغرب.
في حين، كان بيان نقابة الصحفيين التونسيين شديد اللهجة متهما الإعلام المغربي، حيث حذرت مما أسمته خطر استمرار انخراط بعض وسائل الإعلام المغربية و الأجنبية في توظيف واضح وصريح لهذه القضية خدمة لأجندات سياسية.
ودعت النقابة في بيانها كافة القوى الوطنية والسياسية والمدنية إلى التصدي وبقوة لكل ما من شأنه أن يمس سيادة الدولة التونسية و حرمتها. وقالت النقابة اليوم إن عددا من وسائل الإعلام والمواقع المغربية تعمدت إخراج هذا الخلاف الدبلوماسي والسياسي من سياقه الرسمي نحو حملات تشويه غير مقبولة في حق تونس، شعبا و مؤسسات.
هذا وشدّد البيان نفسه على أن نضالات القوى المدنية والسياسية ضد السلطة في تونس من أجل قضايا الحريات وحقوق الإنسان والحكم الرشيد، لا تمنعها من الاضطلاع بدورها الوطني في الدفاع عن مصالح البلاد.
ودعت نقابة الصحفيين التونسيين وسائل الإعلام الوطنية إلى التعاطي المسؤول مع هذه الحملات، معتبرة أنه من واجب وسائل الإعلام نقل الحقائق وتفسيرها للمتلقي بكل موضوعية ودقة، بالإضافة إلى الدفاع عن مصالح البلاد الحيوية وسيادتها
إلا أن الغريب في الأمر أن بيان النقابة لم يشر لأي شيء مما فعله السيد الرئيس، فالنقابة عوض انتقاد ما قام به قيس السعيد في اعتداء سافر على السيادة الوطنية المغربية باستقباله لزعيم كرتوني تحركه عساكر الجزائر من أجل إشعال الفتنة بالمنطقة. وتونس تاريخيا لعبت دوما دور الوسيط بين الأشقاء، إلا أن السعيد الدكتاتور الجديد لتونس الجديدة له رأي آخر، واختار صف العسكر والخبث السياسي.
الموضوعية التي تتحدث عنه النقابة التونسية يجب أن تتحلى بها أولا في التعاطي مع سقطة السعيد، وان لا تلوم الآخرين الذين يدافعون عن مقدسات بلادهم، والتاريخ شاهد على مواقف المغرب مع تونس وكيف تم مساعدتها طبيا وعسكريا ولم يتدخل المغرب يوما في الشأن التونسي.
الجانب المغربي كان أكثر واقعية وأكثر موضوعية، فقد شجب فعل الرئيس كما فعل التونسيون أنفسهم، فالمغرب عمل دوما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، والعمل على تفعيل اتحاد المغرب الكبير، وفي هذا الصدد، دعت النقابة الوطنية للصحافة المغربية جميع المنظمات المدنية والنقابية و الحقوقية، و كل النخب الإعلامية والثقافية إلى التصدي لكل المناورات التي تستهدف العمل المغاربي المشترك، عبر استهداف سيادة الدول ووحدتها الترابية، كما تدعو إلى العمل على تمتين أواصر العلاقات بين شعوب المنطقة بما يخدم السلم والاستقرار والأمن والديمقراطية. كما أكدت النقابة على أن الوحدة الترابية للمملكة المغربية هي محدد أساسي وأولي في مقاربتها لشؤون المنطقة وأوضاعها.