سليم الهواري
تبين بالواضح المخطط العدواني للبلدين الجارين – يا حسراه، الجزائر وتونس، من خلال تورط الرئيس التونسي الفاقد للشرعية قيس، وهو يستقبل في مطار قرطاج زعيم عصابة إرهابية تنشط فوق الأراضي الجزائرية، ضاربا عرض الحائط للعلاقات التي تميزت على الدوام بين الشعبين المغربي والتونسي، بحس كبير من ضبط النفس والحكمة، وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانه أو باقي البلدان الأجنبية…
كما يكون ” قيس” المتخصص في خطاب المقامات من زمن آخر، قد وضع نفسه في تناقض أخلاقي، بازدواجيته المفضوحة امام المنتظم الدولي، جاء ذلك من خلال بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج الذي جاء فيه بالحرف على ان “تونس حافظت على حيادها التام” في قضية الصحراء المغربية، التزاما بالشرعية الدولية، وهو “موقف ثابت لن يتغير إلى أن تجد الأطراف المعنية حلاّ سلميا يرتضيه الجميع”، بتعبيرها، وأشارت الدبلوماسية التونسية إلى أنها “تَلتزم بقرارات الأمم المتحدة وبقرارات الاتحاد الإفريقي”. مضيفا ان “الاتحاد الإفريقي قرر في مرحلة أولى، بصفته مشاركا رئيسيا في تنظيم ندوة طوكيو الدولية، بتعميم مذكّرة يدعو فيها كافة أعضاء الاتحاد الإفريقي للمشاركة في فعاليات قمة تيكاد-8 بتونس، كما وجّه رئيس المفوضية الإفريقية، في مرحلة ثانية دعوة فردية مباشرة للجمهورية الصحراوية (الوهمية) لحضور القمة”.
إلا ان التبريرات الواهية التي جاء بها البلاغ كان بمثابة عذر اكبر من الزلة، ويكفي ان الجواب على البلاغ جاء جامعا و مانعا من دولة اليابان عن طريق وزارة خارجيتها، وهي تعرب عن رفضها وإدانتها مشاركة انفصاليي جبهة “البوليساريو” في مؤتمر طوكيو الدولي الثامن حول التنمية الإفريقية (تيكاد الثامن)، الذي انعقد يومي 27 و28 عشت في تونس العاصمة ، مؤكدا أن “وجود أي كيان لا تعترف به اليابان كدولة ذات سيادة في الاجتماعات المتعلقة بمؤتمر تيكاد 8، بما في ذلك اجتماع كبار المسؤولين واجتماع القمة، لا يؤثر على موقف اليابان فيما يتعلق بوضع هذا الكيان”.
ويرى مراقبون انه بانخراط ” قيس بن البياع” في مواجهته المعلنة ضد المغرب، بسلوكه الارعن، “غير المحسوب وغير المسؤول” يكون قد وضع نفسه في مأزق كان من الاجدر تجنبه، باعتبار ان فعلته تتعارض مع جميع الأعراف والمواثيق الدولية المتعارف عليها وانتهك بشكل فاضح كل التعهدات الدولية لعلاقات حسن الجوار القائمة بين دول العالم…علما ان تقارير دولية اثبتت ان تونس ارتمت في أحضان النظام الشيعي الإيراني بعدما تم احياء – رسميا – تحالف محور الشر الذي يربط بين (طهران والجزائر وتونس)، وأكدت التقارير انه بعد تغلغل المد الشيعي في عدة ولايات جزائرية ، تنامى هدا المد الإيراني بشكل ملفت للانتباه بتونس ، بعد التقارب الحقيقي والغريب بين النظامين التونسي والإيراني بمباركة الجزائر، و تشهد الساحة التونسية حاليا نشاطا دعويا شيعيا – قل نظيره- ترى الهيئات الإعلامية أن الدولة التونسية تغض الطرف عن تناميه…
هذا وتراقب الدول الكبرى ومنها الولايات المتحدة الامريكية، عن كثف التغلغل الإيراني في شمال افريقيا، والذي تجسد على ارض الواقع في نمو علاقات وطيدة بين الدول الثلاث في العديد من المجالات، حيث تم إنشاء لجنة مشتركة دائمة تنعقد كل ستة أشهر برئاسة نائب رئيس الجمهورية الإيرانية والوزير الأول التونسي أي بمعدل اجتماع سنوي في كل عاصمة، كما ان تونس عضو في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقد عبرت في أكثر من مناسبة عن موقفها الداعم لإيران في حقها في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.