انسحبوا من بلاط صاحبة الجلالة
يا صاحبة الجلالة ويا نبل الرسالة
أخَذتِني طريَّ العود وتشربتِ أنفاسي
وأغرقتِني في أحداث كانت تكبُر مخيلتي
وحتى أفكاري…
كنت طفلا، تلميذا ..
مازلت أتعلم حروف الهجاء
ألف.. باء.. تاء..ثاء..
خَطفْتِ طفولتي من بين ألعابي
وأجلسْتِني أمام مِذياع أتتبع مسيرة الأخبار
في سبعينيات القرن الماضي ..
في المسيرة الخضراء…
***
يا صاحبة الجلالة ويا نُبل الرسالة
لم خذلتِني وأنا العاشق الولهان
المهووس بأحزانك بانكساراتك
الغارق في أحداثك..
في التمتع بآهاتك..
يسابقني الزمن وأفشل حين أسابقك
كنت أطرز الحرف بخط الريشة
وأروي عطشي من محبرة علم لا ينضب
أتابع وأكتب وأستحضر نبل رسالتك
وأقف إجلالا للمسؤولية فيك..
***
يا صاحبة الجلالة والمهابة
كنت بِهِبتك ووقارك
لايقرُبُك من لا وقار له…
ولا ذي قلم غير مهيب شامخ مسؤول
فيا حسرتي على نساء ورجال الصِّحافة
ضحوا من أجل أن يسْتويَ نبل الرسالة
وما زالوا في هذا الزمان
إذ ضجَّت الاخبار وقل النبل
وارتفعت التفاهة تراقصكِ قسرا
يا صاحبة الجلالة..
تجرجرك في مسرح الأحداث
في وحل التفاهة والسفاهة والخَسَاسَةِ
***
ماهذا…؟ يا هذا…؟
يا من تأبَّطت “قناة ميكروفونِ”..
وانكسرت عند السؤال..
وأنت لست من آل صاحبة الجلالة والمهابة
ولا أنت عشقت، ولا تعذبت…
في فهم أجناس بلاطها
ولا أنت ولدت لها أصلا…
أعياك الخواء فلجأت إلى صناعة التفاهة والهشاشة
فرأفة بنبل صحافتنا، انسحبوا من بلاطنا…
انسحبوا من فضائنا الإعلامي..
انسحبوا وضجيجكم معكم..
فالصِّحافة يا هذا…
ليست فقط “ميكروفونا”،،
بل موهبة وعلما وعشقا أبديا
بل الصِّحافة زراعة للأمل والحب في الناس
وصانعة للقرار أيضا..
انسحبوا من عشقنا ومن حياتنا
انسحبوا من إعلامنا…
خذوا ميكروفوناتكم واذهبوا
فهناك فضاءات للعهر تنتظركم
وبشغف كبير تستقبلكم.