بعد سبعة عقود من الحكم..الملكة تغادر بكنغهام..
اليوم، الخميس 8 شتنبر 2022، رحلت الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا عن هذه الحياة عن عمر ناهز 96 سنة، بعد حياة طويلة على رأس الإمبراطورية البريطانية والتي عايشت من خلالها العديد من الأحداث والملوك والرؤساء.
قصر بكنغهام يعلن إذن تولي ابنها تشارلز عرش بريطانيا خلفا لوالدته، القصر الذي خلفت فيه أباها الملك جورج السادس سنة 1952 وهي في عمر 25 سنة. ومنذ ذلك الحين، حكمت الملكة إليزابيث أكثر من 12 دولة أخرى إلى جانب بريطانيا وايرلندا الشمالية، دول الكومنولث منها كندا ونيوزيلندا واستراليا.
كان الحادي والعشرين من أبريل عام 1926 تاريخ ميلاد الأميرة إليزابيث ألكسندرا ماري وندسور في العاصمة لندن وكانت الأميرة الابنة الكبرى للملك جورج السادس وإليزابيث باوز ليون. حينها كان عمها أميرا على ويلز، الذي أصبح بعد ذلك الملك إدوارد الثامن، لذلك لم يتوقع أحد أنها ستصبح ملكة يوما ما. إلا أن الأقدار شاءت أن يرتبط عمها الملك بامرأة أمريكية مطلقة واليس سمبسون، فتخلى عن العرش، فكان الباب مفتوحا أمام الشابة لحمل التاج البريطاني بعد والدها.
أصيب والدها بالسرطان، فكانت تنوب عنه في المراسيم وتمثله في الزيارات، وحين كانت تتواجد في زيارة لكينيا، توفي جورج السادس، فتم الإعلان في نفس اليوم أنها أصبحت ملكة بريطانيا خلفا لوالدها، فيما تم تتويجها في كنيسة وستمنستر وسط العاصمة لندن عام 1953.
في العشرين من نوفمبر سنة 1947 أقيم أول حفل زفاف ملكي في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، عندما تزوجت الشابة إليزابيث من الأمير فيليب مونتباتن الذي تعود أصوله إلى أسرتين ملكيتين يونانية ودنمركية وأصبح ضابطا في البحرية الملكية وحصل على لقب دوق إدنبرة قبل الزواج.
وعاصرت الملكة قرابة 15 رئيس وزراء بريطاني بداية من ونستون تشرشل إلى ليز تراس المعينة حديثا، حيث اعتمدوا على رأيها، رغم أن الملكة كانت شديدة الحرص على إبقاء آرائها السياسية بعيدة عن الرأي العام.
رغم ذلك عرفت حقبة حكمها العديد من الأحداث بدء من حريق قصر وندسور، مقر العائلة الحاكمة، وزواج ثلاثة من أبنائها الأربعة، وقضايا الطلاق التي شغلت الرأي العام وصولا إلى المشاكل التي عصفت بوريث العرش الملكي الأمير تشارلز وانفصاله عن الأميرة ديانا، ووفاتها سنة 1996 بحادث سير بباريس.
وفي شهر أبريل من السنة الماضية، توفي الامير فيليب عن عمر 99 سنة، فيما كان وقع الوفاة عليها قاسيا حيث وصفته بأنه كان مصدر قوتها خلال زواجها الذي استمر لمدة 73 عاما. ورغم الصعاب والأزمات والأوقات العصيبة، إلا أن فترة حكم الملكة إليزابيث الثانية عرفت خلالها بريطانيا الكثير من الاستقرار على مدى عقود، حيث حظيت سنوات توليها العرش، بتقدير واحترام الكثير من البريطانيين.
وتعود الأصول الأولى للعائلة المالكة البريطانية إلى منطقة بافاريا بألمانيا، التي زارتها الملكة إليزابيث عدو مرات كانت أولها سنة 1965، حين كانت برلين مقسمة آنذاك، فالجذور الأولى تعود لقلعة كالينبيرغ بناحية بافاريا. ففي عام 1840 تزوج الأمير ألبرت أمير “ساكس كوبرغ غوته” من ابنة عمه الملكة فيكتوريا، لكن الملك جورج الخامس تخلص من اللقب الألماني للعائلة الملكية في سنة 1917 بسبب المشاعر المعادية لألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى.