ماجدة محمود تدعو الباحثين إلى الاستثمار في توصيات مؤتمر “الإعلام الجديد”
قالت الدكتورة ماجدة محمود كبير مراسلي التلفزيون المصري، إن المؤتمر العلمي الدولي “الإعلام الجديد ودوره في تعزيز الأمن المجتمعي والتنمية الاقتصادية” عكس تطور الخبرات العلمية والتجارب الإعلامية الحديثة، داعيةً الأكاديميين والباحثين لاستثمار مخرجاته وتوصياته في بناء برامج علمية رصينة قادرة على توجيه الإعلام نحو تقديم الأداء الأفضل بما يحقق أهداف المجتمع.
وأكدت محمود أن المؤتمر أسس لتبادل المعرفة المعمقة والعلم الدقيق في موضوع مهم وحيوي يشهد تطورات هائلة في السنوات الأخيرة، مشددة أن ذلك سيؤدي إلى رفد المكتبة الإعلامية بمادة علمية ثرية تعمل على سد الفجوة في علميا وعملياً.
ونظم المؤتمر افتراضياً يومي الرابع والخامس من الشهر الجاري، وذلك بالتعاون بين اتحاد الجامعات الأفروآسيوية وجامعة محمد الخامس بالرباط واتحاد قيادات المرأة العربية ومجموعة أكوا للتكنولوجيا والتعليم.
واستعرض 30 بحثاً محكماً أحدث الاتجاهات في ما يتعلق بالإعلام الجديد ودوره في تحقيق قضايا الأمن المجتمعي والتنمية الاقتصادية.
وذكرت محمود أن اللجنة الإعلامية للمؤتمر العلمي برئاستها، نفذت عشرات الأنشطة الإعلامية منذ الإعلان عن إطلاق المؤتمر في يوليو/ تموز الفائت، من بينها حوارات معمقة، وأخبار، وتقارير، ونظمت ندوات ثقافية تناول أحدث الاتجاهات الإعلامية وسبل الاستفادة من التطورات العلمية الحديثة، بما يخدم شعوب المنطقة في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.
وبينت أن المواد الصحفية التي أنتجتها اللجنة الإعلامية لاقت انتشارا في العشرات من وسائل الإعلام العربية، خصوصا في مصر والعراق والأردن وفلسطين والكويت والمغرب واليمن والسودان. لافتة إلى وصول النشر إلى قرابة ألف عملية نشر للحوارات والأخبار والتقارير.
وأشارت رئيس اللجنة الإعلامية لمؤتمر الإعلام الجديد، التي أجرت 8 حوارات صحفية معمقة مع شخصيات أكاديمية وإعلامية كبيرة، تناولت آليات ابتكار خطاب إعلامي متجدد يستوعب المتغيرات والتطورات المتسارعة، وسبل تقديم مضامين إعلامية إيجابية تساهم في تحقيق أهداف الشعوب.
ولفتت محمود إلى الدور الحيوي الذي تقوم به وسائل الإعلام الجديد في تشكيل الواقع والمجتمعي، عبر نشر وترسيخ القيم الاجتماعية النبيلة وتعزيز الثقافة الإيجابية، مقابل الوسائل الإعلامي التي تقوم بدور سلبي يعزز الانقسامات والخلافات بين الشعوب.
وشددت كبير مراسلي التلفزيون المصري، على أهمية المؤتمرات العلمية الدولية في توجيه الإعلام لخدمة المجتمعات الإنسانية في ظل تزايد التحديات التي تواجهها مع اشتداد الأزمات العالمية، مبينةً أن المؤتمرات تعمل على تخفيف آثار الأزمات العالمية خصوصا في القضايا المجتمعية والتنموية والاقتصادية والأمنية.
ودعت محمود الأكاديميين والباحثين في الإعلام واستخداماته إلى العمل على بناء برامج علمية رصينة قادرة على توجيه الإعلام وإدارته نحو تقديم أداء أفضل، والبحث في سبل توظيف البرامج والتقنيات التكنولوجية الحديثة في تحقيق أهداف الأمم، وذلك عبر بناء صروح إعلامية تكون جزءاً من المجتمع وتعبر عن قميه الإنسانية والاجتماعية وتحقق طموحاته وتطلعاته بحياة آمنة مستقرة تحقق التنمية والازدهار.
واختتم المؤتمر أعماله، مساء الإثنين الماضي، بتقديم جملة توصيات، أبرزها التأكيد على ضرورة العمل الجاد لتخطي القيود التي تفرضها مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، والاهتمام بتدريس مساقات تزيد درجة تحمل المسؤولية الاجتماعية الاعلامية في الجامعات، مثل مساقات اتقان المصطلحات والمفردات اللغوية الاعلامية باللغتين العربية والانجليزية وأخلاقيات والاتجاهات المعاصرة في الاعلام الحديث، وإضافة مادة قطاعية للمواد التدريسية في كليات الإعلام تختص بـ (تحليل الخطاب التربوي الاعلامي) والاستفادة من المفاهيم والأطر النظرية الخاصة بتحليل الخطاب القائم على توظيف المناهج الخاصة بالعلوم الاجتماعية الأخرى وإعداد مناهج مرتبطة بها.
وأوصى المؤتمر كذلك بتعزيز محو الأمية الرقمية ونشر ثقافة التعامل الرشيد مع الإنترنت بين الشباب، ودعوة صناع القرار لدعم تعميم محو الأمية الرقمية، وتزويد الشباب بمهارات التعامل الرشيد والاستخدام العقلاني للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، من خلال المناهج الدراسية، والأنشطة الصيفية في المدارس والجامعات، وتدريس أخلاقيات التعامل عبر الإنترنت.
ودعا كذلك إلى ضرورة زيادة أليات معالجة ما تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي في إلهاء العقول والتأثير في الصحة العامة لأفراد المجتمع، وضرورة دراسة الأبعاد التربوية والنفسية والدينية والاجتماعية المؤثرة على أفراد المجتمع بمختلف شرائحه لاستخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى زيادة الوعي لديهم أثناء مشاركتهم وتفاعلهم في ومع وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوصى بتفعيل مفاهيم التمويل الجماهيري لوسائل الاعلام، لإنتاج أفضل الأفكار لإعلام حر قادر على رصد الأحداث بدقة وأمانة، بعيدا عن الضغوطات السياسية للممولين، والاهتمام بالوحدة الوطنية والقضاء على التفرقة والتشرذم بالحفاظ على المعايير الإعلامية الصحيحة حفاظاً على الأمان والاستقرار الاجتماعي.