قال المفكر السعودي الدكتور عبد الحفيظ محبوب، أن المملكة العربية السعودية اصطفت إلى جانب إخوانها في الشرق الأوسط، وبالأخص البحرين في صراعها مع ايران ومصر في صراعها مع الاخوان المسلمين، وصنعت تحالفا رباعيا لمحاربة الحوثيين الذراع الايراني في اليمن، واضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية ارتبكت خططها منذ عهد باراك أوباما مرورا بترامب وإلى عهد ادارة بايدن الحالي الذي حاول أن يرجح كفة البيت الأبيض تجاه ايران، إلا أن انفتاح العربية السعودية على الشرق (الصين وروسيا)، فرض عليها الاحجام عن خطتها وتوج ذلك بزيارة رسمية لرئيس البيت الأبيض بايدن إلى السعودية وطمأنة هذه الأخيرة..في الحوار التالي تفاصيل أكثر..
- بداية ماذا يقصدون بالشرق الأوسط الجديد؟ أولا شكرا لك أستاذ عبدالله لاستضافتك.
ارتبط وصف الشرق الأوسط الجديد بالمبادرات الأميركية تجاه المنطقة الذي ورثته عن القوى الاستعمارية بعد الحرب العالمية الأولى وفق اتفاقيتي سايكس بيكو 1916 واتفاقية وعد بلفور وطن قومي لليهود في 1917.
- لماذا يتم إعادة تشكيله من جديد من سنوات، ما الأسباب؟:
تسارعت التغيرات في منطقة الشرق الأوسط بشكل دراماتيكي نحو إعادة تموضع بعض الحدود في المنطقة، ويجعل من إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد محل اهتمام الكثيرين، والحديث عن مخططات التقسيم والانفصالات، منها صفقة القرن المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وقبلها استفتاء كردستان العراق على الانفصال، وصولا إلى الخطة الأمريكية التي بشرت بها كوندليزا رايس في 2008 التي أعقبت احتلال أمريكا العراق 2003، وكرر خطة كونديليزا رايس جو بايدن الرئيس الحالي لأمريكا عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ عام 2006.
- ما الأهداف من وراء ذلك؟:
اعتبرت كوندليزا رايس أن الشرق الأوسط الكبير سيحقق حلا سحريا لأزمات المنطقة المزمنة، لكن في أساس الرؤية تقسيم المنطقة العربية لصالح إيران وتركيا، وبالفعل ضربت المنطقة العربية في عام 2011 ثورات متلاطمة بعدما فشلت رسم حدود المنطقة وفق المجموعات الإثنية والدينية في الشرق الأوسط، لكن ثورات الربيع حققت ما لم تحققه رؤية كوندليزارايس في عهد أوباما ووزير خارجيته هيلاري كلينتون، وبالفعل تم تقسيم المنطقة بين إيران وتركيا.
- إذن، ما الدور المنوط بالسعودية اليوم في ظل تزايد النفوذين الإيراني والتركي؟:
كان لدور السعودية السريع جدا في إرسال جيشها إلى البحرين لإنقاذه من فك الحرس الثوري الإيراني حتى لو أغضبت السعودية أمريكا، ثم انتقلت إلى دعم الجيش والشعب المصري في ثورته ضد تنظيم الإخوان في 2013 الذي فشل في حكم أكبر بلد عربي مصر رغم أن نفس الشعب انتخب الإخوان، وقدمت السعودية لمصر كافة أنواع الدعم من أجل استعادة مصر عافيتها.
- هل كانت اليمن هي نافذة عودة السعودية بقوة للساحة الإقليمية؟
عندما سارعت أمريكا إلى توقيع اتفاق نووي مع إيران في 2015 مقابل أن تغض الطرف عن النفوذ الإقليمي لإيران، اضطرت السعودية إلى أن تدخل اليمن من أجل وقف النفوذ الإيراني الذي رمت إيران بكافة ثقلها وأذرعها التابعة لها بدعم أمريكي غربي في اليمن، باعتبار أن اليمن خاصرة تهدد امن السعودية، لترويض السعودية من أجل الرضوخ للغرب، لكن السعودية شكلت تحالف رباعي يتكون من السعودية ومصر والإمارات والبحرين.
- أي دور تلعبه اليوم السعودية في التقارب العربي؟:
دشنت السعودية عبر رؤيتها لشرق أوسط أوربي جديد قلبه العالم العربي، أي نقض لنظرية أوباما وهيلاري كلينتون ومن قبلهم كوندليزا رايس الذين أرادوا تقسيم القلب العربي بين الأطراف إيران وتركيا وحتى أثيوبيا التي تهدد من خلال منابعها مياه نهر النيل في مصر.
- حول علاقة السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية، ما الجديد؟:
توترت العلاقة منذ عهد أوباما الذي وقع الاتفاق النووي مع إيران عام 2015 مقابل غض الطرف عن النفوذ الإيراني الإقليمي تمردت السعودية على أمريكا وقادت حملة لوقف النفوذ الإيراني في اليمن، أتت إدارة ترامب وغيرت استراتيجية أمريكا وانسحب من الاتفاق النووي مع إيران بشكل آحادي ووضع عقوبات من أجل وقف نفوذها، لكن أتت إدارة بايدن في ظاهرها انقلبت على استراتيجية ترامب فتوترت العلاقة مع السعودية وهناك قيادة شابة لجأت إلى الشرق أي الصين وروسيا لتعويض غياب أمريكا، لكن اضطرت إدارة بايدن لإصلاح العلاقة فتوجت بزيارة بايدن للسعودية، واليوم تحاول أمريكا طمأنة السعودية بشأن عدم التغيير في التزاماتها الأمنية بغض النظر عن القرار الذي تتخذه بشأن الاتفاق النووي مع إيران عبر تكثيف المناورات العسكرية المشتركة، والدخول في شراكات دفاعية، وتطوير خطط لمواجهة التهديدات الإيرانية المائلة أمام المنطقة.