بقلم: سرالختم أحمد الحاج علي
ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1988 ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺗﻼﺯﻡ ﺇﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻓﻰ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ .. ﻭﻋﻨﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﺮ ﺍﻟﻀﻮ ﻣﺨﺘﺎﺭ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺍﻷﻡ ﺑﻌﻔﻮﻳﺔ ( ﻭﻟﻴﺪﻯ ﺩﺍ ﻣﺎﻟﻜﻢ ﻣﺎﺑﺘﺪﻭﻩ ﺩﻭﺍ ) ﻓﺮﺩ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﺮ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻌﻔﻮﻳﺔ ( ﻭﻟﻴﺪﻙ ﺩﺍ ﺩﻭﺍﻩ ﺇﻻ ﻳﺠﻴﺒﻮﻩ ﻣﻦ ﻟﻨﺪﻥ ) ﻓﻄﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺇﺳﻢ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻓﻰ ﺭﻭﺷﺘﺔ ﻓفعل .. ﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﺎﻋﺎﺕ .. ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺟل ﻳﺮﺍﻓﻖ ﻭﻟﺪﻩ ﻓﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻨﺒﺮ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﺩﻩ ﻓﻀﻮﻟﻪ ﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ .. ﻓﺮدت ﻟﻪ ( ﻣﺮﻗﺖ ﺑﺮﺓ ﺭﻛﺒﺖ ﺗﻜﺴﻰ ﻗﻠﺖ ﻟﻴﻪ ﻭﺩﻳﻨﻰ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻄﻴﺎﺭﺍﺕ ﺑﺘﺴﺎﻓﺮ .. ﺧﺸﻴﺖ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺳﻮﺍﻗﻴﻦ ﺍﻟﻄﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺩﻭﻧﻰ ﻟﻰ ﻧﺎﺱ ﻻﺑﺴﻴﻦ ﻗﻤﺼﺎﻥ ﺑﻴﺾ ﻭﺧﺎﺗﻴﻦ ﺑﺮﻧﻴﻄﺔ .. ﺳﺄﻟﺘﻬﻢ ﻭﻳﻨﻮ ﻛﺒﻴﺮﻛﻢ ﻭﺻﻔﻮا ﻟﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﺇﺳﻤﻮ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻴﻢ .. ﻣﺸﻴﺖ ﻟﻴﻪ ﻗﻠﺖ ﻟﻴﻪ( ﻳﺎﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻳﺎ ﻭﻟﻴﺪﻯ ﺍﻧﺎ ﻋﻨﺪﻯ ﻭﻟﺪ ﺭﺍﻗﺪ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﻗﺎﻟﻮا ﺩﻭﺍﻩ ﺩﺍ ﻓﻰ ﻟﻨﺪﻥ ﻭﻧﺤﻦ ﻣﺎ ﺑﻨﻌﺮﻑ ﻟﻨﺪﻥ ﻭﺇﻧﺘﻮا ﺳﻮﺍﻗﻴﻦ ﺍﻟﻄﻴﺎﺭﺍﺕ ﺑﺘﻌﺮﻓﻮا ﺩﺭﺏ ﻟﻨﺪﻥ ..) ﺃﻫﺎ ﺷﺎﻝ ﻣﻨﻰ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻰ ﺑﻜﺮﺓ ﺃﻧﺎ ﻋﻨﺪﻯ ﺳﻔﺮﻳﺔ ﻟﻨﺪﻥ ﻭﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺠﻴﺐ ﻟﻴﻚ ﺍﻟﺪﻭﺍء .. ) ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻭﻣﻌﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻭﻭﻟﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ .. ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺗﻤﻠﻚ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻌﺸﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺎﺑﺘﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺇﻻ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺎً ﺷﻬﻤﺎً ﻳﻤﻠﻚ ﻓﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺭﺣﻤﺔ .. ﻟﻢ ﻳﺨﺪﻣﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺣﺴﻨﺎﺀ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻛﻢ ﻫﻮ ﺟﻤﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍني…..
كيف نستعيد هذه الصفات والقيم والأخلاق….
دمتم بأخلاق سودانية
