موسم أكدود سيدي أحماد والمغني بإملشيل
بمنطقة إملشيل وبالضبط بجماعة بوزمو، يتوافد العشرات من الشابات والشباب، من كل المناطق المحيطة، لإحياء موسم أكدود سيدي أحماد والمغني أو ما يعرف بموسم الخطوبة أيام 22، 23، 24، 25 شتنبر، وهي فرصة أيضا للاستمتاع بمهرجان موسيقى المنطقة.
هناك في جبال الأطلس الكبير في جنوب شرق المملكة على ارتفاع 220 متر، حيث تقطن قبائل حافظت على خصوصياتها الثقافية وتعيش على الزراعة وتربية المواشي وبعض الحرف اليدوية، المنطقة التي عرفت بموسم الخطوبة السنوي والذي يحج إليه العديد من الزوار من داخل الوطن وخارجه، وهي مناسبة للمنطقة أيضا لعرض منتجاتها التقليدية وتسويق سلعها وإشعاع موروثها الثقافي.
قصة إملشيل تعود لأسطورة عشق ممنوع بين شاب اسمه موحى وشابة تدعى حادة من قبيلتين متجاورتين ومتعاديتين، حسب رواية المؤرخين فإن انسداد أفق الزواج بين العريسين، أدى بهما إلى الانتحار غرقا في بحيرتين تحملان اليوم إسم إيسلي أي العروس وتيسلي أي العروسة. رحيل العاشقين صار ذكرى لقبائل آيت حديدو، التي تسكن المنطقة منذ القرن السابع عشر. وليظل هذا الحب حيا، والذي قتلته الكراهية، قبل أن ينهي عشرات السنين من الخلاف، وللتكفير عن الذنب كما تحكي الروايات، تحتفل القبائل سنويا بزواج جماعي للعديد من أبناء المنطقة على ضفاف بحيرتي إيسلي وتسليت.
إنه احتفال عريق لأهل المنطقة، رغم كل الانتقادات والملاحظات كلما اقترب موسم الخطوبة، إنه ببساطة عرس جماعي حيث يعقد عقد قران عدد كبير من الشابات والشباب. وحفاظا على التقاليد المحلية، يتوجه والدا الشاب إلى منزل العروسة حاملين السكر والحناء واللوز وهدايا أخرى، وبعد اتفاق الطرفين على تفاصيل الزواجّ، يقوم فرد من عائلة العريس بتوزيع التمر على أفراد قبيلته، في حين يوزع فرد من عائلة الخطيبة التمر على عشيرته أيضا.
من أعراف العرس عند آيت احديدو أيضا، تقوم مجموعة من النساء بطحن القمح وتأمين الكمية الكافية من الدقيق لصنع الخبز خلال حفل الزفاف الذي يستغرق ثلاثة أيام متتالية، وخلالها تقدم أسرة العريس خبزة كبيرة تسمى أبادير لأطفال أسرة العروسة، فيما تطهو عائلة العريس الطعام للحاضرين.
وموسم الخطوبة هو موسم ثقافي دو بعد اقتصادي أيضا، حيث يتم ترويج الموروث المحلي والمنتجات المحلية أيضا، وهو تقليد منذ الستينيات، احتفاء بالحب ونبذ الأخلاق التي لا تتماشى وتقاليد أهل المنطقة. موسم الخطوبة عبارة عن عرس جماعي، لكن تفاصيل الزواج بين العائلتين تناقش قبل الموسم. وفي اليوم الأول من الحفل، يتم عقد القران، بحضور المسؤولين بكل احترام للقوانين الجاري بها العمل. إن طقوس الزواج بإملشيل لا تختلف عن الطقوس المتبعة في مناطق أخرى، حيث يتم الاتفاق مسبقا على كل التفاصيل بين العريسين قبل المجيء لعقد القران بموسم الخطوبة.
على مدار أربعة أيام، تكون إملشيل قبلة سياحية بامتياز، حيث الثقافة والاقتصاد والبيئة والموسيقى والأسواق الشعبية، كلها تختلط لتجعل من هذه المنطقة مركزا للأصالة والتقليد، التي استطاعت قبائل آيت حديديو المحافظة عليه لسنين طويلة.