تخوض المرأة في المجتمع العربي المعاصر، منذ عقود، نضالات مستمرة من أجل كسب بعض الحقوق في مجتمع ذكوري بامتياز، فرغم ما حققته من مكتسبات، إلا أنها تبقى ضئيلة جدا مقارنة بتطلعاتها وإلى ما تصبو إليه من مكانة داخل المجتمع العربي.
في هذا الحوار الهادئ يستضيف” الحدث الإفريقي” الدكتورة جيهان سباق علي، أستاذة مساعدة بكلية الإتصال والعلوم الإنسانية، قسم الإعلام والعلاقات العامة جامعة مينسوتا الأمريكية، والتي ترى أن المرأة عنصر أساسي في تكوين المجتمع، وأن المجتمعات العربية منقسمة ما بين الاندفاع نحو التطور والحداثة من ناحية، والخوف من تأثيراتها
السلبية على قيمنا الدينية وعاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية، ولذلك توكد الدكتورة جيهان، أن المرأة ما تزال تشكل الحلقة الأضعف في مجتمعنا العربي..
– كيف يمكن تقييم مكانة المرأة اليوم داخل المجتمع العربي ؟
-المرأة عنصر أساسي في تكوين المجتمع، ودورها محوري في أحداث التأثير والتغيير، وقد أثبتت برأيي من خلال هذا الدور قدرتها على التغيير الإيجابي في مجتمعاتنا العربية، بدليل حضورها الطاغي في مختلف مناحي الحياة، فهي تشغل دورًا أساسيًا في رعاية وبناء أسرتها، إلى جانب دورها في بناء المجتمع، فبفضل تطوير ذاتها علميًا ومهنيًا نجحت فى أن يكون لها أدوار متنوعة على مختلف الأصعدة، فهي الآن البرلمانية والمثقفة والوزيرة والإعلامية القاضية….
– هل يعني تطور وضعيتها قطع مع الإكراهات والعوائق التي تعترضها؟
برأيي من الصعب إعطاء إجابة قاطعة لهذا التساؤل، لأنه التحديات عميقة ومتلاحقة برغم العديد من المعطيات التى تتوفر لها من قبل الحكومات أو منظمات المجتمع المدني، في مجال الثقافة والتعليم والتوعية الأسرية وتعديل القوانين التى تدعمها وتحمى حقوقها، لكن تأتى الحروب والصراعات والأوضاع الاقتصادية الصعبة، وبعض الموروثات الفكرية البالية لتقضى على الأخضر واليابس.
– إلى أي مدى كانت الحداثة أو العصرنة ذات أثر إيجابي بخصوص مكانة المرأة في المجتمع العربي؟
مجتمعاتنا العربية منقسمة ما بين الاندفاع نحو التطور والحداثة من ناحية، والخوف من تأثيراتها السلبية على قيمنا الدينية وعاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية من ناحية أخرى، والمرأة نتاج هذا المجتمع ثؤثر فيه وتتأثر به، وهذا خلق منها شخصية مختلفة مقارنة بالمجتمعات الأخرى، وأتمنى أن تكون قادرة على الصمود والمواجهة والإنتقاء فى ظل تمسكها بمبادئ وأخلاقيات دينها.
– ما هي أبرز المكتسبات التي حققتها النساء اليوم؟
رغم التحديات حققت المرأة العربية العديد من المكتسبات، من خلال التغيرات الجوهرية التى تبنتها بعض الحكومات فى الدول العربية، من أجل تمكين المرأة فى مجالات عديدة، خاصة فى العمل حيث أصبحت تعتلى المناصب التي لم تكن مسموحة لها من قبل، فهي المأذون الشرعي والعمدة والمحافظ والقاضي والعميدة، بالإضافة إلى التعديل في قوانين الأسرة والميراث.
– ما هي آفاق تكريس الدور الريادي للمرأة داخل المجتمع؟
الأمر يحتاج مثابر وقدرة على التحمل لمواجهة التحديات، ومواكبة التطور، والانخراط في المجتمع، وتطوير الذات والتعليم، والقدرة على الموازنة لنبذ الخبيث وانتقاء المفيد، إلى جانب دعم الحكومات والأنظمة السياسية، والأهم من ذلك دعم الأسرة والزوج، فلا مجال للصراع والندية والتحدي، فكلاهما يُكمل الأخر، فقد وضع ديننا الحنيف القاعدة الكبرى لتأسيس حياة زوجية سليمة وهى المودة والرحمة كما جاء في سورة الروم “وجعل بينكم مودة ورحمة”
– كيف تنظرين لمستقبل المرأة العربية؟
بالرغم من المكاسب السياسية والاجتماعية والقانونية المهمة التي حصلت عليها المرأة العربية في السنوات الأخيرة، لكن التحديات قوية، وما زالت المؤشرات توضح أن المرأة تعد الحلقة الأضعف في المجتمعات العربية.