قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد صديقي، الثلاثاء بزيارة لمركز المعارض محمد السادس بالجديدة، من أجل الوقوف على تقدم الاستعدادات الجارية لتنظيم الدورة 13 لمعرض الفرس للجديدة، المزمع تنظيمه من 18 إلى 23 أكتوبر تحت شعار “الفرس، عامل للتنمية المجالية”.
وأكد الوزير خلال هذه الزيارة، أن دورة هذا العام لمعرض الفرس ستشكل فرصة للتطرق من جديد إلى دور الفرس كعامل للتنمية المجالية، ومناسبة للتأكيد على الأهمية التي يكتسيها الخيل في التراث الثقافي للمملكة.
وأوضح محمد صديقي أن دورة 2022 للمعرض تقترح برنامجا غنيا وفي مستوى الحدث، يشمل تظاهرات رياضية وندوات وعروض الفروسية الاستعراضية ومسابقات التبوريدة ومعارض.
وثمن الوزير المجهودات التي تبذلها جمعية معرض الفرس، المكلفة بتنظيم هذه التظاهرة المهمة، التي تستقبل كل عام أزيد من 200 ألف زائر من مختلف جهات المغرب ومن خارج المملكة.
وأدلى من جهته الحبيب مرزاق، مندوب المعرض، في تصريح بهذه المناسبة أن “هذه الزيارة تبرهن أكثر من أي وقت مضى على الأهمية الكبيرة التي توليها الوزارة لهذا الحدث الأساسي والذي يثمن جانبا مهما من تراث المملكة، كما أنها تشكل فرصة للتأكد من السير الجيد للاستعدادات من أجل إنجاحه”.
وتجدر الإشارة إلى أن معرض الفرس للجديدة الذي يُنظّم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، سيعود إلى فتح أبوابه هذا العام بعد عامين من الغياب بسبب الجائحة العالمية كوفيد – 19.
وستعرف هذه الدورة برنامجَ تنشيط جد متنوع ويشمل العديد من المستجدات، خاصة أنشطة الفروسية الترفيهية والثقافية والفنية والرياضية والمسلية. وستستقبل في هذا السياق، منافسات فن الفروسية التقليدية المغربية “التبوريدة” أفضل “سربات” المملكة والتي ستتنافس للفوز بالجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما ستعرف دورة هذا العام مشاركة عدد أكبر من السربات مقارنة بالدورات السابقة.
وتنظم جمعية معرض الفرس، التي يترأسها الشريف مولاي عبد الله العلوي، سنويا منذ عام 2008، معرض الفرس للجديدة، الذي يهدف إلى المساهمة في تطوير قطاع الفروسية في المغرب وتعزيز وحماية تراثنا الثقافي اللامادي الغني المرتبط بالفروسية.
وللمعرض أهداف متعددة، وتشمل البعد الاجتماعي – الاقتصادي، حيث يتم تمثيل جميع المهن المرتبطة بالخيل، صناعة السروج العصرية والتقليدية، الحدادة العصرية، تصنيع بنادق التبوريدة، شركات متخصصة في أعلاف الخيول، مختبرات الأدوية البيطرية، مهنيو الفروسية السياحية…ويعمل معرض الفرس للجديدة على دعم وتشجيع الحرفيين المغاربة الذين ورثوا خبرة أصيلة تعود إلى قرون، كما يعمل على جمع وتوحيد كل مكونات قطاع الخيول.
ويتجلى البعد الثقافي والعلمي، في اعتبار المعرض احتفالا بتراث الفروسية في بعده الثقافي والتاريخي والعلمي، ويتم ذلك من خلال عرض اللوحات والأعمال الفنية والمخطوطات، وكذلك من خلال المحاضرات الموضوعاتية الثقافية والعلمية. كما يتجلى البعد الرياضي والاحتفالي للمعرض في استمرار هذه الديناميكية، حيث يقدم للمهنيين والجمهور العريض، برنامجًا غنيًا ومتنوعًا، يتميز بتقديم عروض الفروسية، وتنظيم الأنشطة الترفيهية والمسابقات الرياضية، والتبوريدة.
فبعد إلغاء دورتَي 2020 و2021 بسبب وباء كوفيد 19، ستنظم النسخة الثالثة عشرة من معرض الفرس للجديدة في الفترة ما بين 18 إلى 23 أكتوبر 2022، والذي عرف منذ تنظيم النسخة الأولى عام 2008 بفضل الجهود المبذولة حدثًا رئيسيًا للفروسية، هدفه تعزيز قطاع الخيل والترويج له في المغرب وعلى الصعيد الدولي. كما أصبح لقاءا متميزا يسلط الضوء على تراثنا الثقافي الغني المرتبط بالفرس، وعلى تعلق المغاربة بهذا المخلوق النبيل. وكان تنظيم هذا المعرض ونجاح جميع دوراته السالفة لها تداعيات محمودة وكبيرة على القطاع، تجلت في جميع مكوناته. وتصادف هذه الدورة إدراج التبوريدة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو). علما أنه وعلى غرار السنوات الفارطة، سيكون البرنامج الترفيهي متنوعًا للغاية، وسيشمل أنشطة الفروسية الترفيهية والثقافية والفنية والرياضية. وسيجذب بلا شك، كما هو الحال في كل دورة، جمهورًا متزايدًا ومتنوعًا. ويعد المعرض بالنسبة للمهنيين محطة أساسية للقاءات وتبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين في قطاع الخيول.
إضافة إلى أن المعرض اكتسب على الصعيد الدولي إشعاعا دوليا، فأصبح بذلك أحد أشهر معارض الفرس في العالم. وسيجعل منه ثراء برامجه بالإضافة إلى فرص اللقاءات المهنية التي يتيحها، مرة أخرى هذا العام، من أقوى المواعيد على التقويم الدولي الخاص بالفروسية.
