ترى الدكتورة زينب الخفاجي أن حاضر المرأة العربية يتعافى تدريجيا وان شاء الله مستقبلها سيكون ناجح وحافل بالانجازات العلمية والمهنية والفنية، وترى أن الحداثة خدمت كثيرا مجال السفر المعرفي والاطلاع على الثقافات الأخرى، لكت سوء استخدام التكنولوجيا أدى في الكثير من الأحيان إلى حالات اجتماعية شاذة داخل الأسر العربية.
في هذا الحوار الفكري، يستضيف الحدث الإفريقي، الباحثة والأكاديمية العراقية زينب الخفاجي للحديث عن واقع ومستقبل المرأة في مجتمعنا العربي المعاصر.
– كيف يمكن تقييم مكانة المرأة اليوم داخل المجتمع العربي ؟
المرأة في مجتمعاتنا العربية وصلت إلى مرحلة إنجاز مهمة من حيث تحقيق الذات والانخراط بسوق العمل فهي سواء كانت متعلمة أو أميّة فهي لم تعد تكتفي بالجلوس في البيت ومباشرة أعمال المنزل فقط، بل هي تحاول العمل سواء من المنزل أو من أماكن عمل بسيطة تتناسب ومستوى تعليمها، وذلك من اجل تأمين لقمة العيش لأسرتها وزيادة مدخولها الشهري وساهمت التكنولوجيا الحديثة كثيرا في هذا الأمر، وهناك نساء متعلمات فضلا عن وظيفتهن يعملن بأكثر من جانب لزيادة الدخل الأسري ولتحقيق الذات، ولكن لا تزال على الرغم من ذلك جهة نسوية مغيبة بعيدة عن المجتمع بسبب سطوة الرجل أو بسبب العادات والتقاليد، أو لأسباب أخرى. كنتيجة عامة، المرأة وصلت إلى مرحلة معقولة من تحقيق الذات وتطويرها في مجتمعاتنا العربية فهناك من انخرطت بالعمل السياسي كوزيرة مثلا أو التعليمي كعميد لإحدى الكليات أو في أعمال البزنس والريادة وغيرها ..
– هل يعني تطور وضعيتها قطعا حاسما مع الإكراهات والعوائق التي تعترضها؟
ننطلق للإجابة عن هذا التساؤل من تكوين المرأة بحسب ما خلقها الله عليه فهي قادرة على التفكير والعمل بأكثر من جانب ، فضلا عن نزعة السعي إلى الأفضل في بناء الأسرة ووصول الأولاد إلى مراحل ناجحة في الحياة ،ولكن هناك لروق فردية كما لا يخفى على الجميع وكل امرأة تسعى إلى الأفضل بحسب المتوفر والذي يسمح به ظرفها ومع ذلك هي تقاوم وتحارب الظرف وصولا إلى هدفها …وهذا تشترك به نساء الوطن العربي قاطبة وخصوصا العراقيات بسبب ما عاناه المجتمع من حروب وغياب للرجل ..
– إلى أي مدى كانت الحداثة أو العصرنة ذات أثر إيجابي بخصوص مكانة المرأة في المجتمع العربي؟
هذا السؤال مهم الحداثة خدمتنا جميعا من جوانب كثيرة بالنسبة للمرأة، جعلتها أكثر اطلاعا على العالم الخارجي وكل ما يهم البيت والمرأة ويساعدها في تطوير الذات مثل برامج الطبخ برامج الأزياء التعلم الذاتي تطوير الذات وغيرها كثير لا مجال لحصره هنا. ولكن في الوقت نفسه أساءت لها من جانب آخر
حيث موضات التجميل المبالغ فيه والاستنزاف المادي غير المبرر، فضلا عن أن تقنية الهاتف النقال هي السبب الأكبر في طلاق الكثيرات لما يكتشفنه من خيانات زوجية عن طريق الهاتف النقال.
– ما هي أبرز المكتسبات التي حققتها النساء اليوم؟
هذا السؤال يعتمد على الرأي، وشخصيتها، الميول والاتجاهات ،كل امرأة هي التي تحدد ما يلائمها ويحقق طموحها بما يناسب ظرفها واستعداداتها وقدراتها.
– ما هي آفاق تكريس الدور الريادي للمرأة داخل المجتمع؟
حقيقة، كل مجتمع وكل دولة لديها سياسة معينة وبالنسبة لدول العالم الثالث أو المجتمع الإسلامي العربي، المرأة مكرمة من الله ومن الدين الحنيف والاتجاه الآن إلى فسح المجال أو محاولة خلق فرص جادة لعمل المرأة وخصوصا النساء الرائدات.
– كيف تنظرين لمستقبل المرأة العربية؟
حاضر المرأة العربية يتعافى تدريجيا وان شاء الله مستقبلها سيكون ناجح وحافل بالانجازات العلمية والمهنية والفنية، المرأة قلما تقف عند حد معين وتكتفي، هي طموحة وصاحبة إرادة بشكل عام إلا ما ندر
وقد كرمها الله في كتابه وسنة نبيه …والمرأة العربية تحديدا قوية طموحة، كلما حققت هدفا تسعى للأفضل.