منتدى آسا-الزاك محطة ترويجية وفضاء لتبادل التجارب في المجال السياحي
انطلقت اليوم الثلاثاء بأسا (إقليم أسا الزاك)، أشغال المنتدى الأول للسياحة لآسا – الزاك تحت شعار “السياحة القروية، آفاق واعدة لتنمية مندمجة”، ينظمه على مدى ثلاثة أيام ، المجلس الإقليمي للسياحة.
ويهدف هذا المنتدى المنظم بشراكة مع المجلس الإقليمي لآسا الزاك، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة، والفدرالية الدولية للصحفيين والكتاب المتخصصين في السياحة ، تزامنا مع فعاليات الموسم الديني السنوي لزاوية آسا “ملكى الصالحين” (4-9 أكتوبر)، تثمين التراث الثقافي، وإنعاش الحركة السياحية والمساهمة في النهوض بالسياحة عموما.
وخلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى ،التي حضرها بالخصوص، عامل إقليم أسا الزاك ، يوسف خير، ورئيس المجلس الإقليمي، رشيد التامك، أبرز رئيس المجلس الإقليمي للسياحة ، يحي قيس، أن تحقيق التنمية المحلية رهين بوضع القطاع السياحي في جوهر التصورات والبرامج والاستراتيجيات الإنمائية محليا وجهويا لاسيما وأن أقليم آسا الزاك يزخر بمؤهلات متنوعة ومتفردة.
ودعا قيس إلى ضرورة الاشتغال على رهان تمازج التاريخ بعناصر المناخ والتضاريس الجبلية والطبيعية والأركيولوجية وذلك عبر التثمين والتسويق من أجل خلق دفعة اقتصادية بالمنطقة، مبرزا أن تنظيم هذا المنتدى هو محطة ترويجية للمنطقة وفضاء فكري لتلاقح التصورات العلمية ومناسبة أيضا لتبادل التجارب في المجال السياحي.
وأشار الى أن المجلس الإقليمي للسياحة عمل منذ تأسيسه على وضع خطة ترتكز بالخصوص، على توطين الفضاءات السياحية بالإقليم عبر خريطة سياحية والانفتاح على التحولات الرقمية، مبرزا أن المجلس وشركائه يراهنون على جعل هذا المنتدى موعدا سنويا ثابتا حتى يكون محجا للفاعلين الاقتصاديين والسياسيين في مجالات السياحة.
وتميزت الجلسة لهذا المنتدى، المنظم أيضا بدعم من مجلس جهة كلميم وادنون، وبتنسيق مع السلطات المحلية، والذي يعرف مشاركة باحثين في التراث والسياحة ومهنيين وفاعلين في المجال، بتقديم عدة عروض تبرز المؤهلات السياحية والثقافية للمنطقة.
وفي هذا السياق، تم تقديم عرض من طرف المجلس الإقليمي للسياحة لآسا الزاك، استعرض خلاله المؤهلات السياحية للإقليم من موقع جغرافي ومباني تاريخية ونقوش صخرية.
من جهته قدم علي أولاد سيدي محند، أستاذ باحث بالمعهد العلمي التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، عرضا حول موضوع “التنوع الجيولوجي والبيولوجي، تراث جيولوجي وتنمية مستدامة ” ، ركز خلاله على أهمية التراث الجيولوجي وما يزخر به إقليم آسا الزاك من تراث طبيعي وثقافي مادي ( مباني تاريخية..)، وغير مادي (عادات ، تقاليد، حرف يدوية..)، مضيفا أن ساكنة المنطقة لها إمكانيات فريدة وذات خصوصية تتمثل في تراث طبيعي قوي له أهمية علمية وبيداغوجية وسياحية لكن يتعين توظيفه بطريقة علمية من أجل جذب سياح محليين وأجانب .
وأشار إلى أن هذا المنتدى هو فرصة لمناقشة وبحث أفضل نموذج لتحقيق التنمية السياحية بالإقليم، مستعرضا نماذج لمشاريع سياحية بالمغرب منها المنتزه الوطني بشفشاون، داعيا إلى ضرورة الاشتغال على تحديد مختلف المواقع السياحية بالإقليم والتعرف على خصائصها.
من جانبه، تطرق يحي العباسي ، أستاذ بالمعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة، في مداخلة حول تثمين التراث الثقافي ودور التسويق الرقمي في تطوير وجهة آسا الزاك، إلى علاقة السياحة القروية بالإشهار السياحي ودوره في تثمين السياحة القروية لاسيما بمناطق غير معروفة بشكل كافي رغم ما تزخر به من مؤهلات قادرة على جذب سياح جدد، داعيا إلى الانكباب على بحث سبل استفادة إقليم آسا الزاك من السياحة القروية وأيضا السياحة الجبلية والرياضية.
كما دعا الباحث المهنيين في مجال السياحة والإشهار إلى العمل وفق منهجية عمل تقوم على عدة ركائز منها تشخيص المنتوجات السياحية والترويج لها عبر تقنية الإشهار، واعتماد استراتيجية تواصلية وإحداث قنوات لتوزيع هذه المنتوجات.
من جانبه، تناول عبدالرزاق بن عطية، أستاذ باحث بالمعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة، العلاقة بين التراث والمجال الترابي، مبرزا الدور الأساسي للفاعلين في مجال السياحة بالإقليم من أجل الترويج للمنتوج السياحي المتنوع من صحراوي وقروي.
وأشار إلى أن مشاركة المعهد في هذا المنتدى هو من أجل المساهمة في التنمية السياحية بالمنطقة، داعيا الجمعيات العاملة في المجال السياحي الى العمل على تطوير التراث المتنوع للإقليم.
بدوره، تطرق سعيد ميراري، أستاذ زائر بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون، إلى خصائص واحات إقليم آسا الزاك والتي تتميز بالتنوع بين ما هو صحراوي وصجراوي جبلي.
كما توقف عند مناطق ومحميات المحيط الحيوي بالمغرب ومنها شجر الأركان وشجر الأرز وواحات الجنوب المغربي .
أما ليلى أوبنعيسى الباحثة بجامعة موريال بكندا، فركزت في مداخلتها على فيلم وثائقي بعنوان “آسا لن تحكى لي” ، مشيرة إلى أن هذا العمل هو موجه لفئة تلاميذ المستوى الابتدائي، ومبرزة أنه سيتم عبر هذا الفيلم الوثائقي تكوين هؤلاء التلاميذ وتلقينهم تاريخ موروث المنطقة وذلك بطريقة علمية وأسلوب يقوم على التكنولوجيا بهدف منح هذا الموروث قيمة مضافة في التراث المحلي لإقليم أسا الزاك.
وستعرف فقرات هذه الدورة أيضا تنظيم أمسيات فنية ودينية ، وزيارات لمآثر ومعالم سياحية بالمنطقة لفائدة المشاركين وزوار المنتدى.
يذكر أن فعاليات الموسم الديني السنوي لزاوية آسا (ملكى الصالحين)، الذي ينظم بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف تنطلق مساء اليوم الثلاثاء.