تم خلال مؤتمر “أسبوع النفط في إفريقيا”، الذي افتتح الأربعاء في مدينة كيب الجنوب إفريقية (على بعد 1500 كلم من بريتوريا) التأكيد على أن إفريقيا تمتلك الموارد الطبيعية اللازمة ، مثل الغاز والبترول ،لتلبية احتياجاتها بل بمقدورها أيضا تصديرها إلى بقية العالم ، لكن مشكلتها الوحيدة تكمن في الافتقار الى الريادة . وأبرز المشاركون في المؤتمر أن ” بإمكان موارد النفط والغاز الإفريقية أن تساعد في تسريع أمن الطاقة، ليس فقط من القارة ، ولكن أيضا للعالم بأسره” ، مشيرين إلى أن أفريقيا لا يمكن أن تكون وجهة استيراد مواد مكررة في حين أنها تحتوي على نفط خام.
وسجلوا أيضا أنه على الرغم من أن شركات النفط الكبرى تنسحب من القطاع بإفريقيا ، إلا أن هناك اكتشافات جديدة للنفط في القارة ، وأن جنوب إفريقيا لا تشكل استثناء .
وأضاف المتدخلون أن ” الاكتشافات الكبيرة للنفط والغاز في البلدان الأعضاء في مجموعة التنمية في إفريقيا الجنوبية تظل مشجعة” ، مشددين على أنها ستعزز الطاقة وستدعم منتجات أخرى ، مثل الأسمدة لتحفيز الإنتاج الزراعي.
كما لاحظوا أن موارد النفط والغاز في إفريقيا يمكن أن تساعد في ضمان أمن الطاقة في القارة وتحفيز التنمية الاقتصادية الإقليمية ، وذلك بفضل معالجة المنتجات البترولية وتثمينها. مع الإشارة إلى أن القارة تستهلك ثلثي إنتاجها من النفط .
واعتبروا أن محاولات الاتحاد الأوروبي للابتعاد عن واردات الغاز الروسي تعد فرصة لأفريقيا لزيادة صادراتها من المنتجات البترولية إلى أوروبا.
كما أجمع المتدخلون على التأكيد على أن المنتجات المكررة المستوردة تشكل عبئا على الاقتصادات الأفريقية وتعرضها لإمدادات غير موثوقة ، بحيث يتم إجبارها على الاستثمار في البنية التحتية للاستيراد وليس في التحويل على المستوى الوطني.
وذكروا أن أسبوع النفط الإفريقي يجب أن يساعد القارة في إبرام شراكات ، سواء بين الحكومات أو شراكات بين القطاعين العام والخاص .
وقالوا “يجب أن نتحدث بصوت واحد عن اختيار إفريقيا لمسارها في مجال الطاقة، وهو اختيار يحترم الأمن الغذائي والحياة البرية وكذا الرفاه الاقتصادي للأفارقة”.
وحذر المتحدثون أيضا من أن التضخم ، وبطء النمو ، وانخفاض الإنتاجية ، والزيادة في أسعار الفائدة والمصاعب المرتبطة بإمدادات الطاقة العالمية في الاقتصادات المتقدمة ، من المحتمل أن يستمر بعد عام 2023 ، مما يمثل خطرا كبيرا على البلدان النامية.
وفي كلمة له بهذه المناسبة ، قال وزير الموارد المعدنية والطاقة في جنوب إفريقيا ، غويدي مانتاش ، إنه بصفتها موقعة على اتفاق باريس ، انخرطت جنوب إفريقيا في البرنامج العالمي للتخلص من الكربون . ويرى في هذا الصدد، أن الانتقال إلى اقتصاد ذي انبعاثات منخفضة للكربون يجب أن يشمل أمن الطاقة واحترام الحياة البشرية والاستدامة ، بالإضافة إلى سلامة اليد العاملة والنمو الاقتصادي.
وقال “يجب إدارة الانتقال من انبعاث قوي إلى انبعاثات منخفضة للكربون بشكل ممنهج. ويتيعن أن يشمل ذلك دعم واستخدام الغاز والطاقات المتجددة ، وكذلك مصادر الطاقة الأخرى ، مع تقليل الاعتماد المفرط لبلدنا على الفحم”.
ويمثل “أسبوع النفط في إفريقيا” مؤتمرا سنويا يجمع بين القادة في صناعة البترول ورؤساء الحكومات والأكاديميين والمنظمات غير الحكومية للتداول في قضايا مختلفة تتعلق بقطاع البترول والغاز.
وينظم المؤتمر على مدى أسبوع واحد، وذلك حول موضوع “النمو المستدام في سوق منخفض الكربون