الفنان ديفيد سيريرو..إحداث أول أوبرا في نونبر المقبل في المغرب
أجرى الحديث: رشيد ماموني
ديفيد سيريرو هو فنان متعدد المواهب من أصل مغربي. هو مغني أوبرا في نيويورك ، كما أنه ممثل ومنتج. أحيا أزيد من 3000 حفلة موسيقية في 25 عام ا من حياته المهنية.
عشية إحيائه لحفل موسيقي، لأول مرة في بوينس آيريس، وهو العرض الأول من نوعه أيضا في أمريكا اللاتينية ، أعلن سيريرو، الذي ولد بباريس من أبوين يهوديين مغربيين، في حديث خص به قناة الأخبار المغربية M24 عن التأسيس المرتقب لأول شركة أوبرا في المغرب.
انطلاقة هذا المشروع الفني غير المسبوق مرتقبة في نونبر المقبل بمناسبة حفل فني.
في ما يلي أجوبته على أسئلة M24:
سؤال :
أنت على وشك إقامة حفل موسيقي تاريخي في الأرجنتين. إنها أيض ا المرة الأولى التي تغني فيها في أمريكا اللاتينية. كيف برزت فكرة الأداء هذه لأول مرة أمام جمهور من أمريكا اللاتينية؟
جواب :
بادئ ذي بدء ، أود أن أشكر قناة الأخبار المغربية M24 لمنحي هذه الفرصة. في كل مرة يمنحني فيها المغرب هذه الفرصة لأكون قادر ا على التحدث كمغربي ، إنها هدية تقدمونها لي، لذلك أنا ممتن لكم.
تعود فكرة هذا الحفل مائة بالمائة إلى دبلوماسية مغربية تدعى إيمان الضريف، القائمة بالأعمال في سفارة المغرب في الأرجنتين. لقد تحدثنا بالفعل عام 2019 للحضور وإحياء حفل موسيقي في بوينوس آيريس.
بعد نيويورك وباريس وروسيا ودول أخرى في أوروبا، كانت أمريكا اللاتينية هي المنطقة التي لم تشملها بعد حفلاتي الموسيقية .
أتمنى أن أجعل هذا الحفل مغامرة إنسانية وأتمنى أيضا أن أجعل العلم المغربي خفاقا على مسرح بوينوس آيريس.
سؤال :
هل تنوي تقديم أغاني مغربية خلال هذا الحفل الأول في بوينوس آيريس؟
جواب :
أنا أغني الأوبرا والمسرحيات الموسيقية الأمريكية في برودواي وكذلك الأغاني الفرنسية وأؤدي أيضا مسرحيات شكسبير. هناك دائم ا جزء من المغرب في كل ما أفعله. هناك جملة أكررها دائما ، يمكن للمغربي أن يغادر المغرب، لكن المغرب لن يغادره أبدا. لا يزال هذا المغرب يسكن في داخلي، مغرب الكرم تجاه الناس، والسخاء إزاء الآخرين دون توقع أي شيء في المقابل، التقاسم..
بالطبع ستكون هناك بعض الألحان المغربية، لكن بشكل خاص في التعبير عن كل ما سأغنيه ، هناك الكثير من “تمغربيت”.
سؤال:
ما هي المكانة التي تحتلها هذه القيم المغربية في فنك؟
جواب :
كما تعلمون، نحن محظوظون جد ا في المغرب لأن لدينا ملوكا رائعين جدا. نحن محظوظون بوجود عاهل ذي توجه ثقافي يحب شعبه. لذا فأنت تتساءل دائما ، كيف يمكنني الوصول إلى هذا المستوى من العظمة وتحدث نفسك بضرورة القيام بالمزيد من أجل المغرب والمغاربة. أتذكر دائم ا هذه الجملة الرائعة التي قالها جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، ” عندما يغادر مغربي المغرب، تفقد البلاد مواطنا ، لكنها تكسب سفير ا”.
حاولت توظيف كل هذه القيم المغربية، في مسرحية لشكسبير عرضت في عام 2016 في نيويورك ، قمت بتوليفة بأسلوب مغربي (دربوكة مع أوركسترا من الموسيقى الشرقية والقفطان) وحققت نجاحا كبير ا.
كما تعلم ، يجب ألا ننسى أبدا كلمات جلالة الملك المغفور له محمد الخامس عندما قال إنه في المغرب ، لا يوجد كاثوليكيون ، ولا يوجد يهود ، ولا يوجد مسلمون، ولا يوجد بيض ولا سود ، يوجد فقط مغاربة.
سؤال :
هذا الإعلان عن إحداث أوبرا في المغرب سيكون بالتأكيد علامة فارقة. هل لك أن تخبرنا عن مسار تطور هذه الفكرة حتى تحقيقها في نونبر المقبل في المغرب؟
جواب:
سترى النور أول فرقة أوبرا في تاريخ المملكة المغربية في حفل يوم 30 نونبر المقبل.
لقد كان من دواعي سروري أن أكون مؤسسا لها بشراكة مع الجهات المختصة في المغرب. الهدف ليس فقط جلب كل هذه القيم المغربية وإدراجها في الأوبرا وصنع أوبرا بلمسة مغربية إن على خشبة المسرح أو مستوى الأزياء وغير ذلك، ولكن على الخصوص إعطاء الأولوية لمغني الأوبرا المغربية.
في الحقيقة ، لقد انطلقت من الحاجة.
المغرب لديه تقليد صوتي عريق، لكن لا توجد شركة أوبرا في المغرب. فكيف يمكن التغلب على ذلك؟ سنقوم بإنشائها.
منذ ما يقرب من عامين ، كان من الضروري إجراء إحصاء لجميع مطربي الأوبرا المغاربة أو من أصل مغربي.
هناك 3 عوامل كانت حاسمة: الأول هو منح فرصة عمل لمغني الأوبرا المغاربة. أريدهم أن يستفيدوا من مغربهم. أريدهم أن يعيدوا ثروتهم إلى المغرب ، وأن يفخروا بانتمائهم للمغرب
العامل الثاني ذو طبيعة بيداغوجية. سنأخذ المغنين الشباب الذين ليس لديهم بالضرورة المستوى ليكونوا عازفين منفردين، من أجل تدريبهم ومواكبتهم. سننشئ فصل ا للأوبرا في المعهد الموسيقي للدار البيضاء حيث أنشأت أول مكتبة موسيقية.
أخير ا ، العامل الثالث هو تثمين الدارجة وهي لغة غنية جد ا بالإيقاع الصوتي، وهي حقا جميلة للغاية، ومن المهم بالنسبة لي إنشاء أوبرا بتكليف خاص من الأوبرا الملكية المغربية حول موضوعات مغربية ، وقصص مغربية تحكي بالدارجة التي يمكن تصديرها والتي يمكن أن تكون بأسعار في المتناول.
إذا لم تتمكن من الذهاب إلى الأوبرا ، فستأتي الأوبرا إليك ، لكن هذا لا يعني أن مستوى الأوبرا قد انخفض. أنا لا أخفض مستوى الأوبرا ، بل أرفع مستوى الجمهور.
نحن محظوظون حق ا لأننا في بلد جلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، يتمتع دائم ا بتوجه ثقافي للغاية، ويحرص جلالته على الترويج للمغرب من خلال الثقافة.
سؤال :
هل تعتقد أن هناك بنية تحتية كافية لدعم مشروع أوبرا في المغرب؟
جواب :
البنى التحتية موجودة في جميع أنحاء العالم.
يمكنك الحصول على أفضل بنية تحتية في العالم. لكن إذا لم يكن لديك من يتولى القيادة ، فإن كل شيء سينهار.
كل مؤهلاتي التي اكتسبتها في الخارج ومنها الخبرة والمعرفة والعلاقات وحتى الأموال، أضعها تحت تصرف المغرب.
بغض النظر عن البنية التحتية ، هناك مشكلة البطء الإداري. هذه هي المشكلة الرئيسية بالنسبة لي.
لكن من ناحية أخرى ، هناك أناس شغوفون ، يريدون خدمة المغرب ، يريدون الترويج لبلدهم وفنانيه.
لدينا أيضا مسرح الدار البيضاء الجديد والمسرح الكبير في الرباط الذي سيتم افتتاحه قريبا.
سؤال :
ما هي نصيحتك للفنانين المغاربة الشباب الذين يريدون الانخراط في تنمية الثقافة في المغرب؟
جواب:
ينبع الالتزام دائم ا من قصة شغف. عليك دائم ا أن تسأل نفسك السؤال: هل أقوم بهذا العمل لأغني لنفسي أم للآخرين؟
من أكبر المشاكل التي يواجهها الفنانون اليوم أنهم غالبا ما يكونون أعداء أنفسهم.
يجب أن يفكر الفنان أيضا كرجل أعمال أو سيدة أعمال. إنه مهم جدا.