يصل وزن هذه الشموع إلى 50 كيلوغرام، تصنع وتسبك على هياكل من خشب فتأخذ أشكال قبب أو صوامع أو ما شابه، ذلك .وكل هذا مستوحى من العمارة الإسلامية، فتطرز وتزخرف هذه الهياكل بالشموع وتكتب عليها عبارات إسلامية كـ “الله” و”بركة محمد” وغيرها.
وتحمل الشموع بعد صلاة عصر يوم 11 من ربيع الأول، انطلاقا من السوق الكبير قرب دار صانع الشموع في جو من الموسيقى والغناء وقرع للطبول فيمرون من أهم شوارع المدينة إلى غاية ساحة الشهداء، ثم بعدها إلى دار الشرفاء، وتستمر الاحتفالات على هذا النحو أسبوعا كاملا.
ويرجع تاريخ الاحتفال بموكب الشموع بسلا إلى أزيد من 5قرون، وأصل هذه الاحتفالات إلى الملك السعدي أحمد المنصور الذهبي الذي أعجب باستعراض للشموع شاهده في إسطنبول، وذلك قبل توليه الحكم، فقطع عهدا على نفسه لإن تولى حكم المغرب ليصنع مثل ذلك الاستعراض أو أعظم، فما كان منه إلاّ أن صدق وعده بعد تربعه على العرش فكان أول استعراض للشموع سنة 986 هـ بمدينة سلا، ليظل هذا التقليد سمة من سمات المدينة.
وقد دأبت مدينة سلا على الاحتفاء بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بتنظيم تقليد “الشموع” التي تعلق بضريح الولي الصالح بن حسون عشية ذكرى المولد النبوي الشريف، ويحتفظ بها لمدة 11 شهرا، حيث تنقل من هذا الضريح شهرا قبل حلول الذكرى إلى مقر صانع شموع الأضرحة من عائلة بلكبير قصد تطريزها وزخرفتها من جديد والتي يعهد لها في الوقت الراهن مهمة تطريز وتزيين شموع الموكب، بعدما تعاقبت على صناعة هذه الشموع عدة عائلات كعائلة أوبيا التي ظهرت منذ 450 سنة وعائلات المير والحسيني والمرنيسي وبعدهم عائلة شقرون التي لم تعد تتعاطى لهذه الحرفة.
وإليكم هذا الربورتاج بعدسة “الحدث الافريقي” للزميل نعمان النيني