قام محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، الثلاثاء المنصرم بزيارة ميدانية لإقليم الدريوش، تميزت بإطلاق وتتبع مشاريع للتنمية الفلاحية في إطار استراتيجية الجيل الأخضر.
وهمت الزيارة إعطاء انطلاقة برنامج لمواكبة الشباب والنساء القرويات من أجل خلق مقاولات فلاحية، وتنويع أنظمة الإنتاج الفلاحي، وإطلاق برنامج تهيئة المسالك القروية، وكذا تتبع تقدم برنامج التخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية، وبرنامج السقي على مستوى إقليم الدريوش.
وأكد الوزير، في تصريح للصحافة بالمناسبة، أن هذه الزيارة الميدانية تندرج في إطار تتبع تنفيذ مشاريع استراتيجية الجيل الأخضر، وكذا المخطط الجهوي الفلاحي على المستوى الترابي.
وأشار إلى أن إقليم الدريوش يزخر بمؤهلات فلاحية جد هامة من حيث سلاسل الإنتاج، خاصة غرس الأشجار المثمرة وتثمينها، مثل أشجار الزيتون والخروب واللوز، مضيفا أن الزيارة شكلت أيضا مناسبة للاطلاع على عملية دعم ومواكبة الشباب حاملي المشاريع الراغبين في الاستثمار في المجال الفلاحي، وكذا تقديم إعانات للتعاونيات الفلاحية.
وفي ما يتعلق بالمياه، أشار صديقي إلى توسيع نقاط الماء المخصصة لتروية الماشية وري النباتات، مسلطا الضوء على برنامج تهيئة المسالك، في إطار فك العزلة عن العالم القروي.
ورافق الوزير كل من عامل إقليم الدريوش، محمد رشدي، ورئيس الغرفة الجهوية الفلاحية، ومهنيين ومنتخبين، ووفد هام مكون من المسؤولين بالوزارة.
وبجماعة بن الطيب، أعطى صديقي الانطلاقة لبرنامج مواكبة الشباب والنساء القرويات، ويتعلق الأمر بمواكبة تقنية من أجل تحديد أفكار مشاريع المقاولات، وإعداد خطة عمل.
ويهدف هذا البرنامج، المنجز بشراكة مع القرض الفلاحي للمغرب، إلى مواكبة المراكز الجهوية للمقاولين الشباب في مهام الاحتضان والتكوين والاستشارة، ويهم أيضا تحديد ورسم خرائط لأفكار مشاريع مقاولاتية لحوالي 20 ألفا و100 من الشباب والنساء على الصعيد الوطني، من خلال تنظيم 134 ورشة عمل لتحديد مشاريع مقاولاتية.
وعلى مستوى دوار المعدر بالجماعة الترابية امطالسة، اطلع الوزير على مشروع تنويع أنظمة الإنتاج الفلاحي بجماعتي امطالسة وعين الزهراء، الذي يندرج في إطار الفلاحة التضامنية من الجيل الجديد.
وباستثمار إجمالي قدره 46 مليون درهم، يشمل المشروع غرس 1000 هكتار من أشجار الزيتون، و500 هكتار من أشجار الخروب، و300 هكتار من أشجار اللوز، بالإضافة إلى دعم تربية الماشية، ودعم تعاونيات الشباب والنساء، والأنشطة المدرة للدخل، بالإضافة إلى تحسين البنيات التحتية والإعدادات الهيدرو- فلاحية.
ويضم البرنامج، الذي سيستفيد منه 938 فلاحا، كذلك تهيئة المسالك القروية بطول 6 كيلومترات، وإحداث نقط ماء لسقي الأشجار المثمرة. كما يرتقب أن تكون له آثار إيجابية على اقتصاد الماء والرفع من المردودية وتحسين دخل الفلاحين، بالإضافة إلى أنه سيمكن من خلق 43 ألف يوم عمل إضافي.
وبنفس الجماعة، اطلع الوزير على برنامج تهيئة المسالك الفلاحية بإقليم الدريوش للفترة 2020-2022، حيث تم خلال هذه الفترة إنجاز 9,2 كلم من المسالك باستثمار إجمالي قدره 8,7 مليون درهم.
وبهذه المناسبة، أعطى صديقي الانطلاقة لمشروع تهيئة 6,2 كلم من المسالك القروية في المعدر التابع للجماعة الترابية امطالسة. ويهدف هذا المشروع الذي رصد له استثمار 5,2 مليون درهم، إلى تسهيل الولوج إلى وحدات التثمين والأسواق والدواوير المجاورة.
وبخصوص برنامج التخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية بإقليم الدريوش، اطلع الوزير على تقدم إنجاز هذا البرنامج على مستوى دوار ماريرات بالجماعة الترابية امطالسة.
وفي إطار المحور الأول، تم توزيع 79 ألف قنطار من الشعير المدعم لفائدة 7935 مربي للماشية و250 قنطار من الأعلاف المركبة لفائدة 15 منتج للحليب، في حين انطلقت عملية تلقيح 215 ألف رأس من الأغنام والماعز، واقتناء 13 خزان مجرور، و20 خزان بلاستيكي.
ومن أجل تهيئة دوائر السقي الصغير والمتوسط، تم تخصيص 4,43 مليون درهم لترميم وإعداد 16 كلم من السواقي والمنشآت الفنية، وبرمجة 2,2 مليون درهم من أجل صيانة الأغراس المنجزة في إطار مشاريع الدعامة الثانية للمخطط الفلاحي الجهوي. كما سيتم في إطار هذا البرنامج توزيع 30 ألف قنطار من الشعير المدعم كحصة إضافية نهاية أكتوبر 2022.
وطلب بهذه المناسبة، أعطى الوزير الانطلاقة لمشروع إنجاز ثقب استكشافي من أجل تهيئة وتجهيز نقطة ماء لتوريد الماشية، كما ترأس عملية توزيع صهاريج مجرورة وبلاستيكية لفائدة جمعية لمربي الماشية بالدريوش.
وستمكن هذه المشاريع المهيكلة، التي تندرج في إطار تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر بإقليم الدريوش، من خلق دينامية سوسيو – اقتصادية مهمة في هذا الإقليم الذي يتوفر على العديد من المؤهلات.