شمعة أخرى.. تحتفي بالفرح والحب
اليوم تنطفئ شمعة أخرى من حياتي،وتنمحي حوادث وصور وذكريات من شريط حياتي،مررت من لحظات الضيق الى فسحات الأمل والانفراج،صبرت على البلاء والابتلاء والمحن،تجرعت مرارة الغدر والحرمان والمكر،تذوقت غصص المؤامرة وأفعال التبخيس ،عواصف كثيرة حاولت تدميري،محاولات اغتيالات كثيرة كانت تمارس ساديتها في السر والعلن.
ولكن مقابل هذا الألم تفتحت افاق جديد مليئة بالفرحة والحب والاعتراف ،وطفت على سطح حياتي أيادي طيبة وكريمة جددت العهود ،واخلصت في العمل وبموجب هذا الاخلاص كبرت الرؤيا،واتضحت خارطة الطريق…
اليوم يمر عام آخر بما له وماعليه،وأكيد ان مياها كثيرة جرت تحت الجسر،واكيد ان الاسلاك الشائكة فوق الاسوار العالية علمتني آخر الدروس في التعامل مع الاحداث والاشخاص ،فكانت خلاصة التجربة هي الغوص في عمق الاشياء والامكنة لفهمها ومحاولة التحكم فيها.وبعد كل ماوقع في هذا العام…
عرفت ان الله كان دائما بجانبي،وان أكبر سند لي على الدوام هم أمي وأبي واخوتي واخواتي ووالدي. اليوم تنصرف الايام انصراف السحاب العابر او الرياح المارة من قارة الى اخرى… وكأن ماعشته لايعدو ان يكون وهما من الاوهام او باطلا من الاباطيل…
ولكن الأهم في هذه السنة أنني تعلمت أشياء جديدة وكأنني طفل صغير بلا خبرة او شاب بلا دربة،او كهل بلا تكوين او شيخ هرم بلا ذكرى او تذكر …
استطيع أن أقول انها سنة عجفاء بتضاريس ملتوية،ومنعرجات خطيرة،ومنعطفات قاتلة…
عشت هذا الحول بلا اصدقاء،عشت الأحداث بلا مهادنة ،تمسكت بقطعة قش عسى ان اغير الوضع،وكنت مزعل ناطح صخرة فهد ولم يتكسر الصخر…
ولم استطع ان استدرك مافاتني الا بعد أيام قليلة من احتضار عامي هذا…
عشت عاما معزولا عن العالم الخارجي..أتخبط بين اليأس والرجاء،اتزحلق في الجبال العالية بلا فرامل ولا مكابح..أداري الاوهام…واغلب النفس بالامل…وما اصعب أن تعيش بلا امل ولا بوصلة…
اليوم ..لا أقف وقفة المتذكر ولا المستحضر لسنة مرت،ولكن أقف وقفة تأمل مصحوبة بدهشة كبيرة وحيرة عريضة مفادها كيف استطعت الخروج من خرم الابرة…
ودائما اجد الجواب في قوله تعالى”لاتحزن إن الله معنا”