نانسي أول امرأة وزيرة للداخلية في تاريخ ألمانيا
الحدث الإفريقي- سعيد مبشور
فاجأ المستشار الألماني، أولاف شولتس، المتابعين باختيار نانسي فايزر رئيسة فريق حزبه في برلمان ولاية هيسن لتولي وزراة الداخلية الاتحادية خليفة لهورست زيهوفر كأول امرأة تتولى هذه المهمة في تاريخ ألمانيا.
أمضت فايزر البالغة من العمر 51 سنة في السياسة جل عمرها، إذ كان أبوها يترأس الحزب الاشتراكي الديموقراطي في مدينة شفالباخ القريبة من فرانكفورت، وانتمت إلى الحزب وهي في سنها الثامن عشر، وأصبحت رئيسة فرع حزبها في الولاية في السنوات الثلاث الأخيرة.
وعلى الرغم من أنه لم يسبق لفايزر أن تولت وزارة ما في حكومات ولاية هيسن إلا أن قياديي حزبها ركزوا عند اختيارها وزيرة للداخلية على خبرتها الطويلة مع الملفات الساخنة التي شغلت وزارة الداخلية، ويأتي على رأسها ملف اليمين المتطرف.
فمنذ أن تولت فايزر ذات الخبرة الطويلة في مهنة المحاماة ملف السياسة الداخلية في حزبها عام 2009 اشتغلت على ملف اليمين المتطرف، وترأست لجنة التحقيق التابعة لحزبها لتولي ملف NSU الذي يعتبر واحدا من أكبر الملفات القضائية إثارة في ألمانيا. وقد تسنى لها من خلال ذلك الوقوف على اختلالات خطيرة حدثت في عمل جهاز المخابرات الداخلية، كما لمست قلة تعاون من حكومة هسن لفك ألغاز الملف، مما جعلها تعتقد بأن مشكلة اليمين المتطرف في ألمانيا متعددة الأبعاد، وأنه أكبر خطر يحدق الديموقراطية في البلاد، وأن على السياسيين الجادين أن يجعلوا محاربة التطرف اليميني على رأس أولوياتهم.
أما على مستوى التعامل مع ملف الاندماج، فإنه بالإضافة إلى انعكاس ملف اليمين المتطرف سلبا، وإيجابا على ملف المسلمين بشكل عام، فإن لفايزر تجربة متميزة مع المسلمين في مدينتها شفالباخ و ولاية هيسن ، فإضافة إلى مشاركتها في أنشطة متنوعة لمسجد البر التابع للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، من ذلك نشاط الطبخ المغربي المشهور الذي نظم في اطار يوم الباب المفتوح للمساجد نجد فايزر مشاركة في كثير من الفعاليات التي ينظمها المسلمون على صعيد هيسن.