” أبوك البصل وامك الثوم منين تجيب الريحة الحلوة يا مشؤوم “. مثل شعبي مصري، يعني أن العرق دساس، وأن الطبع غلب التطبع، وأن من شابه أباه فماظلم ، وأن ( العتب موعليك على اللي خلفك ورباك ) ، وعلى البيئة والنشاة التي ترعرعت في ظلها .
حكاية المثل تتحدث عن عائلة ( أبو فتحي ) المعروفة بكثرة مشاجراتها وخلافاتها مع الجيران . ولدهم فتحي طباعه تختلف ظاهريا عن طباع والديه لدرجة أن الناس آمنوا بذلك. وذات يوم تقدم هذا الشاب لطلب يد (فوزية ) ابنة جارهم ، لكن أهلها رفضوا بشدة بسبب سمعة والديه السيئة ، إلا أنه اقنعهم أخيرا ، بأنه شاب جيد وتصرفاته لاتماثل تصرفات أسرته ، وهكذا تم الاقتران . بعد أكثر من عام زارت ( ام فوزية) ابنتها التي أنجبت مولودا ذكرا ، وهي تحمل السمك والبصل الأخضر وحاجات أخرى ، وأثناء وجودها معهم وخلال تناولهم الطعام، أصيب الطفل اصابات خفيفة في رأسه نتيجة عبثه وعدم انضباطه ، فانفلت والده بشتم وسب زوجته أمام أمها ، فما كان منها أي ( أم فوزية ) الا أن ردت عليه بالقول وهي تنهره : أبوك البصل وامك الثوم منين تجيب الريحة الحلوة يا مشؤوم؟!.
نعود من مصر الى العراق ، لنعرج على الفضيحة الكبرى التي هزت البلاد مؤخرا فقط ، لأن قبلها فضائح أكبر، وهي ” اختلاس ما مقداره 3.7 تريليونات دينار عراقي (2.5 مليار دولار) من أموال الضريبة/ بمصرف الرافدين من قبل مجموعة محددة “!! ، تورط فيها العديد من المسؤولين الحكوميين “!! . ” وأعلن مجلس القضاء الأعلى في بيان يوم الثلاثاء ، أن محكمة تحقيق الكرخ الثانية المختصة بقضايا النزاهة، قررت استدعاء مدير عام الهيئة العامة للضرائب ومعاونه ، والمشرف على القسم المالي والرقابي ووكيله ومدير القسم المالي ، للتحقيق معهم” .
بدورنا نتساءل .. مالجديد في هذه السرقة ؟، ألم تحصل عمليات فساد أكبر قبل ذلك؟، ومن الذي أتاح المجال بشكل مباشر او غير مباشر لهكذا عمليات ؟، وبعد مضي عقدين من السنين ، لِمَ لمْ تتوقف عمليات الفرهود المنظمة؟! ، ومن المستفيد الأكبرصاحب السطوة العظمى؟!.
لن نعلق أكثر ، فقط نقول : تعالي ياأم فوزية وقولي لهؤلاء اللصوص (أبوك البصل وامك الثوم منين تجيب الريحة الحلوة يا مشؤوم )!!.
