عبابو يحلل البراديغمات والمفاهيم التي شيدت علم الاجتماع الديني
الحدث الافريقي
تم تقديم كتاب”الإسلام والأجيال في المغرب” لمؤلفه الدكتور “محمد عبابو” في حفل ماتع بالنقاش الفكري المنظم من طرف مختبر السوسيولوجيا والسيكولوجيا، والمكتب التنفيذي لجمعية ملتقى الشباب والتنمية،في اليوم الثالث من الشهر الجاريبرحاب قاعة الندوات بالمديرية الجهوية للثقافة فاس مكناس.
وتميز اللقاء بمشاركة كل من الدكاترة الباحثين عبد الرحمن المالكي، ومحمد فاضل، وصلاح الدين لعريني، وأشرف على إعداد وتسيير هذا اللقاء العلمي حسن صابرالطالب الباحث بسلك الدكتوراه تحت إشراف المحتفى به محمد عبابو، والباحث في السياسات الثقافية، و حضرت هذا اللقاء العديد من الفعاليات الفكرية والجمعوية، والإعلامية والثقافية من أساتذة باحثين ينتمون إلى حقول معرفية متعددة، بالإضافة إلى أساتذة المختبر وطلبة الماستر والدكتوراه.
وأبرز حسن صابر أهمية هذا اللقاء لحجم قيمة المحتفى به ومؤلفه المميز الذي يعتبر قيمة مضافة إلى الخزانة المغربية، حيث افتتح اللقاء بعرض شريط تركيبي استهلالي للحفل حول السيرة العلمية والثقافية للمؤلف محمد عبابو مع استعراض صور أهم المحطات في المسار الأكاديمي والمهني للمؤلف، وأيضا إيلاء الاهتمام للمشاركات العلمية، وذلك بمصاحبة صوتية للمسير، وبعد ذلك تم تقديم المؤلف محمد عبابو ليشرع “صابر” في تقديم كتابه مبرزا المحطات التاريخية التي واكبت اهتمامه بقضايا سوسيولوجيا الدين، وموضحا أيضا لمؤلفاته وأبحاثه السابقة في هذا المجال والتي ساهمت في مجملها في هذا المؤلف الذي يرصد مختلف التغيرات التي عرفها المجال الديني في المغرب عبر تعاقب الأجيال، كما سعى المؤلف على نقد بعض البراديغمات والمفاهيم التي عملت على تشييد علم الاجتماع الديني كما عملت من جانب آخر على تأخيره، والتي لا زالت تشكل منطلقات للأبحاث والدراسات السوسيولوجية.
ومن ناحية أخرى عمل ذات المؤلف على إعادة قراءة المفاهيم المرتبطة بالجيل والتنشئة الاجتماعية، دونما إغفال لأهم المحطات التاريخية التي واكبتها الأبحاث الأنتربولوجية والسوسيولوجية على ضوء الدراسات الاستقصائية المغربية، ولكشف خبايا هذا الكتاب/ الحدث ، أبرز الباحث السوسيولوجي عبد الرحمن المالكي الذي عني بقراءة وتحليل الفصل الأول من الكتاب أهميته في تقديم كرونولوجيا الأبحاث في سوسيولوجيا الدين في المغرب مع مناقشته مسألة الحدية الواجب حضورها في النقاش حول الدين الإسلامي واستحضار صعوبتها عندما يكون الباحث منتميا إلى حقل ديني ما.
فيما حاول الباحث في سوسيولوجيا الدين محمد فاضل قراءة الكتاب انطلاقا من إعادة القراءة في العنوان ومساءلة قضايا الحداثة في الخطاب الديني مبرزا الأحداث التي تربطه مع المؤلف خاصة فيما يتعلق بالدرس الديني الذي قدمه الأستاذ عبابو في رحاب جامعة سيدي محمد بن عبد الله ليبرهن على جدارة البحث في المجال الديني، في سياق تسلسل دراسات وأبحاث المؤلف لما يفوق 30 سنة من البحث، وليسائل أيضا تقديم الكتاب كما قام بذلك عبد الرحمن المالكي من قبل، في حين استعرض المسير أهمية الدين في نسج العلاقات الاجتماعية من زاوية الطرح الدوركايمي في الدين بما يجعل من الطقوس والشعائر والاحتفالات الدينية انفعالا جماعيا دوركايميا يساعد على التفاعل الاجتماعي وربط الناس ببعضهم البعض، و سلط الضوء الباحث السوسيولوجي صلاح الدين لعريني على الفصل المتعلق بالإسلام والحركات الاحتجاجية الذي قام المؤلف بإنجازه بمعية الباحث محمد فوبار خاصة بعد حركة عشرين فبراير وأبزر : الباحث صلاح الدين لعريني الأسس النظرية والمعرفية المؤطرة للحركات الاحتجاجية خاصة من زاوية نظر آلان توران وغدينز، كما وضح دواعي وسياقات هذه الحركة ومنطلقاتها.
و أبرز المؤلف الفواصل الفرقة بين مناولة الخطاب الديني من زاوية سوسيولوجيا الأديان، وعلم الاجتماع السياسي، كما خلص إلى أهمية هذا المؤلف في إعادة قراءة وتحديد المفاهيم خاصة فيما يتعلق بالجيل، والتنشئة الاجتماعية، والاندماج على ضوء نتائج العديد من الدراسات الاستقصائية المغربية ، كما ربط التغيرات الدينية ممارسة وخطابا بالتحولات في التنشئة الاجتماعية عبر تعاقب الأجيال وليس تلك المرتبطة فقط بتداعيات الحداثة، أو لمختلف الإخفاقات الاجتماعية والاقتصادية، .