تنظيم “مسيرة خضراء جوية” على رمال الصحراء المغربية
«إن هذه الصحراء هي التي أعطتنا دولة المرابطين الصحراويين، وجدَّتي خناتة زوجة المولى إسماعيل صحراوية ،وأم سيدي محمد بن عبد الله صحراوية ، وثلاثة من أجدادي صحراويون من قبائل جنوب الصحراء عن طريق السلالة النبوية ، فليست الصحراء مغربية بالأمس فقط، ولا المغرب صحراوي بالأمس، وفي الحقيقة هل نحن الذين سنرجع الصحراء أم أن الصحراء هي التي سترجع إلى المغرب ؟»
الحسن الثاني رحمه الله وأكرم مثوا دد- خطاب العرش مارس عام 1977
نشرت صحيفة “أوكيدياريو” الإسبانية، أن حكومة بيدرو سانشيز، ستجد أمامها على طاولة النقاش خلال اللقاء الرفيع المستوى المرتقب مطلع العام المقبل في العاصمة المغربية الرباط، قضية جديدة للتفاوض حولها مع المغرب، تتعلق بالسيطرة الجوية الكاملة على منطقة الصحراء المغربية.
ويريد المغرب حسب نفس المصدر الإسباني فرض سيطرته ومراقبته على الفضاء الجوي للصحراء المغربية بشكل كامل دون أي مشاركة مع إسبانيا أو طرف آخر، وبالتالي يرغب في إنهاء التقسيم التشاركي المعمول به حاليا، حيث تراقب إسبانيا جزءا من الفضاء الجوي للصحراء والمغرب يراقب الجزء الشمالي، مع قيام موريتانيا بمراقبة الجزء الجنوبي الأطلسي.
وحسب مصادر وصفتها “أوكيدياريو” بـ”السياسية”، فإن إسبانيا هي من تتكفل عبر مركز للطيران يوجد في جزر الكناري، بمراقبة مساحات هامة من الفضاء الجوي للصحراء المغربية، خاصة بالنسبة للخطوط الجوية التي تربط بين أمريكا الجنوبية وأوروبا، وتحصل على مقابل مالي عن كل رحلة جوية تمر عبر هذه الأجواء التي تشملها إسبانيا بتغطيتها الجوية.
وذكرت “أوكيدياريو” في هذا السياق، أن المغرب يهدف إلى إنهاء هذا الوضع، وتحويل المراقبة الجوية والتغطية الشاملة للفضاء الجوي للصحراء المغربية إلى صالح المكتب الوطني للمطارات “ONDA”، من أجل تعزيز سيادته الكاملة والمشروعة على صحرائه المسترجعة بواسطة مسيرته الخضراء الخالدة.
وأبرزت الصحيفة الإسبانية، أن مرور الطائرات فوق الصحراء المغربية، كان دائما يتم عن طريق إعلام مركز للطيران إسباني يوجد في جزر الكناري، ويتم التنسيق بين المغرب وإسبانيا بشأن التحركات الجوية للطائرات فوقها، بما فيها تحركات الطائرات العسكرية المغربية، لكن هذا يتوقف على حسن العلاقات بين البلدين، بينما في الأزمات، فإن المغرب لا يقوم بإعلام إسبانيا بتحركاته، وهو ما كان يُشكل “صداعا” للمركز الإسباني حسب تعبير الصحيفة.
وأوردت “أوكيدياريو”، أن المغرب سيسعى خلال اللقاء الرفيع المستوى المرتقب مع إسبانيا مطلع 2023، إلى دفع حكومة سانشيز لتقديم تنازل جديد لصالح الرباط، ويتعلق الأمر بتوقف إسبانيا بشكل كامل عن تغطية المجال الجوي لصحرائه، وفرض المغرب سيطرته على هذا الفضاء، في سيناريو يبدو مشابها للمسيرة الخضراء التي نظمها المغرب في منتصف سبعينيات القرن الماضي، حينما قام الآلاف من المغاربة بالمسير إلى الصحراء في مسيرة ضخمة أجبرت إسبانيا عن الرحيل عن الصحراء وترك المجال للمغرب لاسترجاع صحرائه.