الحدث الافريقي – ع.باريج- م.حموتي
عادت مستويات تلوث الهواء بثاني أكسيد النيتروجين في مدن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد عام واحد من عودة الحياة إلى ما كانت عليه وأكثر، بعد تدابير الغلق التي اعتمدتها الدول مع تفشي فيروس كورونا، وفقًا لتقرير جديد صادر عن منظمة “غرينبيس” بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأكدت كنزي عزمي مسؤولة الحملات في “غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، أنه “بعد أن كشف فيروس كورونا إخفاقات أنظمتنا الحالية، بسبب التداعيات الإقتصادية الهائلة التي تكبدتها الأسر الفقيرة والفئات الأكثر ضعفاً. فقد شهدنا أيضاً أن خلال فترة الإغلاق التام كانت الفترة الوحيدة التي شهدنا فيها على سماء زرقاء صافية، ما يؤكد أن محركات الطاقة والنقل التي تعمل على الوقود الأحفوري لها تأثير كبير على جودة الهواء الذي نتنفسه،وهذا ما أكّده تقرير “غرينبيس” وفق بيانات الأقمار الاصطناعية”.
ويُعتبر تأثير تلوث الهواء على الصحة شديدًا للغاية، فبحسب دراسةٍ سابقة نشرتها منظمة “غرينبيس”، أكدت كنزي عزمي أنه “يؤدّي تلوث الهواء الناجم عن احتراق الوقود الأحفوريّ، لا سيّما الفحم والنفط والغاز، إلى حوالي 4.5 مليون حالة وفاة كلّ عام في جميع أنحاء العالم وإلى أكثر من 50 ألف حالة وفاة سنويًّا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وطالما أن أنظمة الطاقة والنقل لدينا تعمل على الوقود الأحفوري، فإن تلوث الهواء سيظل يمثل أزمة صحية عامة كبرى”.
ولأن عمليات قياس تلوث الهواء الأرضي طويلة الأمد تقل أو حتى تنعدم في المنطقة، قالت مسؤولة الحملات في “غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” أنه “يصعب علينا تتبع الآثار الحقيقية لتلوّث الهواء ومعرفة واقع هذه الأزمة، بسبب غياب البيانات الموثوقة والطويلة الأمد عن مستويات تلوّث الهواء. وهو الأمر الذي يُشكّل عائقًا رئيسيًا أمام معرفة آثار تلوث الهواء على صحتنا وصحة أبنائنا. من أجل تنفيذ حلول حقيقية طويلة الأمد تمكننا من تنفس هواء آمن علينا الوصول إلى المعلومات التي تكشف مستويات هي خطوة أولية في ذلك”.