بقلم: سليم الهواري
راهنت عصابة السوء كثيرا على ” ماما فرنسا” بعدما حاولت بشتى الطرق استغلال الأزمة – العابرة – بين المغرب وفرنسا لاستمالة الرئاسة الفرنسية مقابل إمدادات الغاز، بالنظر إلى أزمة الطاقة التي تعيشها فرنسا منذ اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية…بحبوحة غاز الشعب الجزائري المغلوب على امره دفعت بالرئيس الفرنسي ماكرون الى طمأنة المانيا بتزويدها بالغاز الجزائري – في سابقة من نوعها- في شتاء 2023.
وفي ظل التوتر الدبلوماسي بين الرباط وباريس، توالت الزيارات بين فرنسا والجزائر في الأسابيع الأخيرة، حتى ان مجموعة من الصحف الجزائرية ذهبت بعيدا، وتحدثت على ان قصر المرادية قادر على تغيير رأي باريس بخصوص قضية الصحراء المغربية، حتى يوازن به الموقف الجديد وغير المسبوق للمملكة الإسبانية…
نص القرار رقم 2554، كان واضحا وضوح الشمس، وأكد، أن مجلس الأمن “قرر تمديد ولاية بعثة المينورسو إلى غاية 31 أكتوبر 2023”. وهو القرار الذي وافقت عليه 13 دولة (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، الصين، النرويج، الغابون، غانا، الإمارات العربية المتحدة، الهند، ألبانيا، إيرلندا، المكسيك والبرازيل)، فيما امتنع بلدان عن التصويت هما كينيا وروسيا، و لم يعارض القرار أي بلد.
وجددت الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة، هذا القرار بدعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي قدمها المغرب في 2007، كأساس يتسم بالجدية والمصداقية، كفيل بإنهاء النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، كما نصت على ذلك قرارات مجلس الأمن، كما جدد أعضاء مجلس الأمن دعمهم لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الهادفة إلى إحياء المسلسل السياسي، في أفق إيجاد حل واقعي وعملي ودائم، قائم على التوافق.
وفي السياق، دعا المجلس في قراره 2654 (2022) إلى استئناف المفاوضات تحت رعاية الأمين العام، دون شروط مسبقة وبحسن نية، باستئناف الموائد المستديرة لجميع الأطراف بما فيها الجزائر…ويعد هذا ضربة قاسية لل” كراغلة ” الذين اعلنوا في وقت سابق عدم حضور الموائد المستديرة … علما ان الجزائر سبق و ان شاركت إلى جانب المغرب وجبهة بوليساريو وموريتانيا في آخر محادثات رعتها الأمم المتحدة، لكنها توقفت بعد استقالة المبعوث الأممي هورست كولر مايو 2019، الذي خلفه هذا الدبلوماسي المخضرم دي ميستورا.
وحسب متتبعين للعلاقات الدبلوماسية بالمنطقة فالرئيس – الثعلب- ماكرون (الله يحسن عونو) كان بين امرين احلاهما مر، وقام بزيارات متكررة له ولمسؤولين كبار نحو الجزائر، فقط من اجل توفير الطاقة للشعب الفرنسي الذي ينتظره شتاء بارد وقاس، مما دفعه إلى الرهان على نظام – بئيس- قصد استيراد الغاز بثمن بخس”
والى حدود الساعة لم يصدر أي قرار من قصر المرادية على موقف فرنسا الذي كان في صالح المملكة المغربية، باستثناء ما أوردته وكالة الانباء الجزائرية التي اقتصرت على خبر، كون ان مجلس الامن مدد لبعثة المينورسو في الصحراء المغربية دون الإشارة الى موقف فرنسا التي دعمت علانية الحل السياسي المغربي ووجهت بذلك صفعة قوية – لن تنسى – للنظام العسكري الجزائري…