تتوجه أنظار الشعوب العربية غداً (الثلاثاء) صوب الجزائر تراقب ما سيصدر عن القمة العربية من قرارات تصبّ في مصلحة الأمة، وتسهم في معالجة وحلحلة كثير من الملفات الشائكة، التي أدخلت المنطقة في أتون الحروب والصراعات، التي كانت الشعوب ضحيتها، بعد أن أدت إلى تعطيل الحياة الاقتصادية والاجتماعية في كثير من الدول، التي ما زالت تعاني الفقر والمجاعة، وانعدام الأمن، والخوف من المستقبل المجهول.
وتنتظر الشعوب العربية من قمتهم العربية المنعقدة في الجزائر هو أن تنتصر لهم، بمخرجات تداوي أوجاعهم جراء العربدة الإيرانية في اليمن والعراق وسورية ولبنان، واستمرارها في دعم أذرعها الإرهابية بالأسلحة الفتاكة والأموال الطائلة لتنفيذ مخططاتها الخبيثة، ومؤامراتها الدنيئة، وتغذية الطائفية على مرأى ومسمع من الشعوب المحبة للسلام، التي ارتفعت أصواتها منادية بضرورة وقفة عربية تعيد لهذه الشعوب أمنها واستقرارها، وتمكّنها من العيش بعزة وكرامة أسوة ببقية شعوب العالم.
ولعل اتخاذ موقف عربي موحد من خلال قمة الجزائر يأتي من باب التأكيد على التضامن العربي، في مواجهة التدخلات السافرة وغير المقبولة بل والمستهجنة، التي ما زالت مستمرة دون مجابهتها بقرار عربي موحد ترى فيه الشعوب -أي القرار الموحد- أمراً منطقياً بل وواجباً اتخاذه من قبل القمة إذا كانت تهدف إلى الوحدة العربية المحقة في مواجهة المؤامرات والمخططات، التي لا تستهدف إلا الدول والشعوب العربية.
أمام التدخلات الإيرانية وعربدتها السافرة في الشؤون الداخلية لدول عربية، ودعمها الواضح لأذرعها الإرهابية، ما أسهم في زعزعة أمن الشعوب، واستقرار بعض الدول، فإن المنطقي هو أن تجد الشعوب العربية ضمن البيان الختامي للقمة ما يحقق متطلبها المهم وهو إدانة وشجب واستنكار ممارسات النظام الإيراني الإرهابية ومطالبته بالتوقف فوراً عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.