استطاع نادي الوداد الرياضي من الفوز على مستضيفه مولودية وجدة، لحساب الجولة السابعة من البطولة الوطنية لكرة القدم، بنتيجة هدف دون رد، واستعاد فريق الوداد الرياضي لكرة القدم، صدارة الدوري الاحترافي من الجيش الملكي.
المباراة التي جرت أطوارها على أرضية الملعب الشرفي بمدينة وجدة ،سجل خلالها للوداد الرياضي اللاعب بولي جنيور سامبو في الدقيقة 25 من المباراة.
ورفع الوداد الرياضي رصيده بعد نتيجة الفوز، إلى 17 نقطة دون أية هزيمة، جعلته يحتل المركز الأول إلى بفارق نقطتين عن الجيش الملكي، في المقابل فيما تجمد رصيد نادي مولودية وجدة عند 5 نقاط في المركز 14.
ورفع قرار “ويكلو” الذي اتخذته السلطات المحلية بمدينة وجدة، من منسوب الضغط والاحتقان خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظمها “بريكاد وجدة”، الفصيل المساند لفريق المولودية الوجدية. وعبرت مجموعة من الصفحات الفايسبوكية المهتمة بشؤون سندباد الشرق، عن غضبها جراء قرار “ويكلو” سيما أن الجماهير الوجدية لم يصدر في حقها أي قرار عقابي من طرف لجنة التأديب بالجامعة، كما أن المركب الشرفي غير معاقب ما آثار حفيظة الجمهور الوجدي الذي لم يستسغ القرار الذي برأيه غير منصف ومجحف في حقه مادام لم يرتكب أي أفعال شغب خلال بطولة الموسم الكروي الجديد، حيث قاطع جميع المباريات الستة الماضية بسبب المكتب المسير.
عادة ما يكون لعقوبة اللعب دون حضور جمهور كجزاء عقابي تأديبيي يسلط ضد النوادي نتيجة لأفعال جماهيرها عند مخالفتها للنظام العام داخل الملعب، مما أثر نقاشا على مستوي قانوني ورياضي حول جدوى العقوبة نفسها أكثر من سندها القانوني. ومن ثمة وبعد نقاشات عديدة ل”الحدث الإفريقي” مع بعض مكونات المشهد الكروي تركزت حول ضرورة إيجاد عقوبة تأديبية بديلة لعقوبة الويكلو، ولوضع تصورات بديلة من أجل ضمان مشاهدة لمباريات كرة القدم بخاصة في بطولتنا الإحترافية تضمن الكرامة والسلامة للمتفرجين، لأن القوانين والإجراءات ما جعلت إلا لتخدم البطولة والأندية ولتطهر كرة القدم من كل الشوائب، لا أن تصبح عبئا ثقيلا بسبب أننا لا نلينها ولا نكيفها مع كل المعيقات التي تضرب اليوم البطولة الإحترافية.
وكانت السلطات المحلية، قد قامت في مدينة وجدة إلى تبني مقاربة استباقية لمواجهة آفة الشغب وتداعياتها، بإصدار قرار منع تنقل الجماهير الودادية لوجدة، أو فرض “الويكلو”، على جمهور الوداد البيضاوي وجمهور مولودية وجدة، كإجراء استباقي وليس مقاربة أو استراتيجية طويلة الأمد وواضحة الأركان، ونموذج تدبيري لمباريات تُجرى تحت خلفية صراعات وسوابق بين جمهورين، للحيلولة دون تفجر صدامات بين الجماهير، قد تمس بالأمن والسكينة العامين سواء داخل الملاعب أو أثناء التنقل بين المدن، تفاديا للقضاء على الفرجة والإضرار بالمنتوج الكروي الوطني، مع احترام مبدأ الأمن الذي يجب أن يُحترم بكل خلفياته المتعددة.
وقررت سلطات وجدة بشكل رسمي إجراء مقابلة الوداد ومولودية وجدة، بدون حضور جماهير الفريقين خلف الأبواب المغلقة (ويكلو)، وذلك لدواعِ أمنية خالصة واستجابة لتقارير وتحريات استباقية تفاديا لحدوث مثل أفعال العنف السابقة والصراعات بين جمهوري الفريقين. وأحال قرار عمالة وجدة أنجاد/ولاية جهة الشرق القاضي بمنع حضور جماهير الفريقين مباراة السبت المنصرم، إلى الأجواء المتوترة بين جمهوري الفريقين، لاسيما الأحداث التي عرفتها مباراة الموسم المنصرم بشوارع وجدة، والتي خلفت وفاة أحد الشبان، وخسائر مادية جسيمة. وعلم أن القرار اتخذ بناءً على اجتماعات بين عدد من المتدخلين، حيث كان القرار الأولي للسلطات المحلية بوجدة، وبتنسيق مع سلطات الدار البيضاء، يتجه نحو منع الجماهير الودادية فقط من التنقل إلى وجدة، لاسيما الرحلات المنظمة، وذلك على غرار باقي المدن التي اتخدت مثل هذا القرار، وكذلك بعد علمها باستمرار مقاطعة إلتراس المولودية وبعض عشاق النادي لمباريات فريقهم. وتقرر تبعا لذلك وبشكل نهائي منع الجمهورين، وذلك لصعوبة منع المتنقلين إلى وجدة من حضور المباراة، وكذلك تحسبا لحضور جماهير مشجعة للوداد من مدن أخرى.
وصار واجبا على كل النوادي تأطير المشجعين و تحسيسهم بخطورة ظاهرة الشغب وانعكاسها على سيرورة النوادي وماليتها. ولم يحد عقاب الويكلو أو اللعب بدون جمهور من ظاهرة الشغب المشينة الواجب كذلك دراستها من جميع جوانبها، وإلا وجب منع ترحال الجمهور مع الفرق خارج الميدان، كما يحدث في أكثر من بطولة على الصعيد الدولي.
ويعتبر “الويكلو” حل من الحلول العقابية، بالرغم من أن مقابلة في كرة القدم ليس لها طعم أو قيمة أو معنى أمام مدرجات فارغة، إلا أن الحفاظ على الأمن العام ومصالح الناس العامة والخاصة، وتفادي الإساءة للمواطنين وممتلكاتهم، أغلى وأسمى من مباراة في كرة القدم أو أي رياضة أخرى.
وتقتضي الخطورة التي وصلت إليها الأوضاع اتخاذ أقصى العقوبات بلا تردد أو هوادة، ولم يعد مسموحا التعامل بكثير من الاستخفاف مع مجرمين وأوباش يعيثون في الأرض فسادا، ويفسدون على عشاق الرياضة فرحتهم بها.
تساءل أيضا بعض ممن تحدث لهم “الحدث الإفريقي” عن سر الهدوء والاحترام المتبادل الذي يميّز الرياضيين في مختلف الرياضات القتالية، على غرار الملاكمة، الجيدو أو الكاراتي، حيث تنتهي المواجهات القوية في هدوء تام بتبادل التحية ودون حدوث أي مناوشات ما بين مشجعي الرياضيين.
قرار السلطة باللعب دون الجمهور قرار عاملي أصدره والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد، والمسؤول الأول عن تنفيذ القرار هو الأمن الوطني الذي منع كل من لا علاقة له بالمباراة من الإقتراب من الملعب الشرفي حيث جرت مباراة الوداد والمولودية، فقط لم يمنع رجال الأمن الوطني بحضور والي أمن ولاية وجدة، لائحة “الضيوف” (تحتوي على 15 إسم) التي اعتمدها نادي المولودية في غياب رئيسه من بين كل ساكنة المدينة من عشاق المولودية الوجدية. وبما أن القانون العاملي لا يحتوي على حالة “استثناء”، وأن الإدارة الوحيدة التي يجوز لها منح حالة “الإستثناء” هي عمالة وجدة أنجاد التي أصدرت قرار اللعب بدون حضور الجمهور، وهذه الأخيرة لم يصدر عنها أي قرار أو لائحة “ضيوف” يُسمح لهم بولوج الملعب، فمسؤولية دخول هؤلاء 15 من “الضيوف” لا يتحملها مكتب نادي المولودية الوجدية الذي لا يملك سلطة تنفيذ قرار العامل/الوالي، بل يتحملها والي الأمن الذي تم إخباره بالموضوع.
فهل تفتح المديرية العامة للأمن الوطني تحقيقا في دخول لائحة 15 اسما للملعب الشرفي بوجدة، في حين أن القرار العاملي منع حضور الجمهور في مباراة الوداد البيضاوي والمولودية الوجدية؟ لأنه فعل يمس بسمعة المديرية العامة وحيادها في خدمتها للوطن والمواطن، خاصة المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني سبق وأكد أن كرامة المواطن خط أحمر، وأن رجل الأمن يجب أن لا يكون سلوكه منافياً للأخلاق والقواعد المهنية، وسبق وذكر الحموشي أن “التعليمات الملكية السامية تشدد على احترام جميع المواطنين والتعامل معهم سواسية أمام القانون”، ودعا غير مرة للإلتزام بالتوجيهات والتعليمات الملكية السامية في التعامل مع قضايا المواطنين ومعاملتهم على قدم المساواة، غير أن السماح بدخول “لائحة ضيوف المولودية” فعل تمييزي واضح وفاضح بين المواطنين الواجب معاملتهم سواسية أمام القانون، شهدت عليه القناة التلفزية العمومية وأكثر من 20 منبرا إعلاميا وطنيا، وجب فتح تحقيق عاجل حوله ومساءلة مقترفيه وكل من تواطؤ فيه.