مقابر باب فتوح.. سرقة اللحود ودفن مزدوج وسعر القبر 1300 درهم!!
فاس/حنان الطيبي
لطالما تناولت المنابر الإعلامية بمدينة فاس موضوع ذلك الوضع الكارثي للحالة التي وصلت إليها مقابر باب فتوح بفاس، فناهيك عن الأزبال والقاذورات التي تعج بها المقابر واتخاذها كمراحيض في الهواء الطلق وكذا مجالس خمرية للصعاليك والمتسكعين، فقد ظهرت مؤخرا “مافيا” خاصة لسرقة اللحود من المقابر واستثمار هذه الأخيرة في الدفن المزدوج!.
من المعلوم ان مقابر باب فتوح تعتبر من اقدم المقابر على الإطلاق بمدينة فاس، إذ تكاد تكون معلمة تاريخية من شدة قدمها، خصوصا وأنها تضم مقابر علماء دين واولياء صالحين من ابناء فاس العالمة، كقبر سيدي حرازم والحسيني الداودي وعبد العزيز الدباغ وغيرهم.
وتجدر الإشارة إلى أن مسؤولية رعاية المقابر تغود بالأساس إلى مجلس جماعة فاس، لاسيما بعد تصويته على ميزانية خاصة بذلك، حيث تم ترميم حائط المقبرة فقط دون المقابر نفسها.
وكان مجلس مقاطعة جنان الورد السابق، قام بإغلاق المقابر المذكورة لأكثر من سنتين مع منع عمليات الدفن بها بسبب استنفاذ الطاقة الاستيعابية لمساحة المقبرة، إلا ان الغريب في الأمر هو استئناف الدفن بنفس المقابر وذلك عبر حفر قبر فوق قبر آخر بتكلفة تصل إلى 1300 درهم!، في دفن مزدوج خارق لقانون الأحياء والأموات على السواء!.
نفس المقابر وقبل سنتين، كان تم العثور بها على رفات آدمي بظهور عظام بشرية فوق بعض القبور، هذه الواقعة التي قامت مصالح الشرطة بفتح تحقيق فيها لمعرفة السبب الحقيقي وراء ذلك، حيث قال بعضهم إن المقابر تعرضت لانجراف التربة بسبب شدة الأمطار وعوامل التعرية الطبيعية مما جعل بعض القبور تضمحل وتكشف عما في بطونها، اما البعض الآخر فرجح ذلك إلى توارد دجالين ومشعوذين على المقابر لاستخلاص العظام البشرية من المقابر الهشة والاستثمار فيها عبر بيعها لفطاحلة السحرة بأثمنة باهظة لاستعمالها في عمليات السحر الأسود!.
ويبقى الأمر في الحالتين سببه الإهمال وعدم الاهتمام بالمقابر سواء كان ظهر رفات الأموات بسبب عوامل التعرية او بفعل فاعل، دون إغفال مباشرة سرقة اللحود من المقابر بحفر هذه الأخيرة وسحب لحودها ومعاودة ردم التربة على الأموات.
في ظل كل ما سبق ذكره، فإن مقابر المسلمين وخصوصا بباب فتوح، تجعل الوالج إليها يفيض بالدعاء بالرحمة على الأموات ليس فقط لأنهم بين يدي الله تعالى وهو أرحم بهم، لكن الأكثر من ذلك إشفاقا لحالهم وحال مساكنهم التي تخترق حرماتها كل لحظة وكل يوم دون حسيب أو رقيب لا من العامة ولا من المسؤولين، فيدعو لهم بالرحمة والمغفرة خاتما دعاءه بقوله تعالى:( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون).