وسيط جامعة محمد الأول زهر الدين طيبي.. المغرب دخل المرحلة الحاسمة في ملف الصحراء المغربية
أكد الأستاذ الباحث في العلوم السياسية بجامعة محمد الأول بوجدة، أن الخطاب السامي الذي وجهه الملك محمد السادس، الأحد، إلى الأمة، بمناسبة الذكرى الـ47 للمسيرة الخضراء، يحمل رؤية شاملة ورسائل قوية، ويشكل استمرارا للخطب الملكية السابقة. وأبرز أن خطاب جلالة الملك تناول جانبين رئيسيين، أولهما يتعلق، على الخصوص، بالقضية الوطنية والنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، بينما خصص الجانب الثاني للانفتاح على القارة الإفريقية، والعلاقات المغربية – الإفريقية، وكذلك العلاقات جنوب – جنوب، وجنوب شمال في إطار الانفتاح على أوروبا.
وذكر طيبي أن جلالة الملك أكد أن المغرب دخل مرحلة حاسمة فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية، نظرا للنجاحات الدبلوماسية وفتح قنصليات في العيون والداخلة، فضلا عن الدعم الدولي لمخطط الحكم الذاتي، مشيرا إلى أن جلالة الملك قدم رؤية متكاملة للدفاع عن القضية الوطنية تجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للمنطقة.
وأشار أنه “قبل إطلاق النموذج التنموي الجديد، كان هناك نموذج تنموي للأقاليم الجنوبية باستثمارات تجاوزت 77 مليار درهم”، مشيرا إلى أن هذا البرنامج الكبير ذا بعد اقتصادي يروم تعزيز تنمية الأقاليم الجنوبية على غرار الجهات الأخرى للمملكة. وقال إن “برنامج تنمية الأقاليم الجنوبية، الذي تم إطلاقه قبل حوالي سبعة أعوام، حقق نتائج إيجابية، لا سيما فيما يتعلق بالبنيات التحتية والشبكة الكهربائية والطاقات المتجددة وتحلية مياه البحر، وكذا الطريق السريع تزنيت – الداخلة، بالإضافة إلى ميناء الداخلة الأطلسي، والذي سيمكن المغرب من الانفتاح أكثر على العديد من الدول الشقيقة والصديقة في إفريقيا. وأنه تم بذل مجهودات في عدة قطاعات مثل الصحة والتعليم والتكوين وكذلك دعم مبادرات التشغيل الذاتي، والنهوض باللغة والثقافة الحسانية.
وأضاف الأستاذ الأكاديمي، أن جلالة الملك دعا القطاع الخاص إلى مواصلة النهوض بالاستثمار، لا سيما في القطاعات الواعدة، والاقتصاد الأزرق، والطاقات المتجددة. وأشار أيضا إلى التقدم الذي يعرفه مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، واصفا إياه بالمشروع الاستراتيجي الكبير على المستوى الجيوسياسي، على غرار قناة السويس وقناة بنما.
وأبرز أن “هذا المشروع الذي سيستفيد منه حوالي 440 مليون نسمة في منطقة غرب إفريقيا سيوفر فرص وضمانات في مجال الأمن الطاقي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والصناعية”، مشيرا إلى أن أنبوب الغاز نيجيريا- المغرب سيمكن من ربط إفريقيا بأوروبا، وفق منطق رابح – رابح بهدف ضمان الأمن الطاقي.
وأكد طيبي إلى أن “هذا المشروع وغيره من الإنجازات المثمرة والاستراتيجية هي ثمرة، على الخصوص، لعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي”، مشيرا إلى أن هذه المكتسبات تتطلب تظافر الجهود والتعبئة واليقظة المستمرة من الجميع بهدف الدفاع عن الوحدة الترابية وتنمية البلاد.