احتضنت مدينة مكناس مساء أمس السبت 12 نونبر 2023 ندوة علمية حول آفاق مشروع تثمين المدينة العتيقة وانعكاساته الاقتصادية والاجتماعية، من تنظيم الهيئة الوطنية لمغاربة العالم.
وفي كلمة افتتاحية بالمناسبة، أكد حميد العسلاوي، رئيس الهيئة الوطنية لمغاربة العالم على أن اختيار الهيئة الوطنية لمغاربة العالم لهذا الموضوع، ينطلق من رغبة الهيئة في الانفتاح أكثر على كثير من المواضيع التي تهم في المقام الأول ساكنة المدينة، وأيضا لإيمانها بالدور الكبير الذي يجب أن يلعبه المجتمع المدني من خلال انخراطه في كل مناحي الحياة الوطنية، إسهاما منه في مشاركة باقي الأطراف المعنية بالشأن العام من مجالس منتخبة وهيئات دستورية، وأيضا مشاركة السلطات المحلية المعنية في إطار ديمقراطية تشاركية، تماشيا مع نصوص وروح دستور المملكة الذي ساهم في إنجازه كل الأطياف السياسية والمجتمعية، والأكاديمية وصوت عليه الشعب المغربي بالإجماع ليكون بذلك من أفضل الدساتير العالمية تقدما في نصوصه القانونية.
وأضاف العسلاوي أن مدينة مكناس الإسماعيلية، تعد نموذجا للمدن العتيقة التي خضعت للترميم والصيانة ورد الاعتبار، وقد همت هذه العملية كل المآثر التاريخية بالمدينة، وهي تشرف بحرص من السلطات المحلية على الانتهاء منها في غضون الأشهر القليلة المقبلة، مشددا أنه بالنظر لما تحظى به المدن المغربية العتيقة من رمزية تاريخية وحضارية وثقافية، كانت دائما محطة إنقاذ ورد الاعتبار لها من خلال صيانة آثارها الذي يتعرض بفعل عوامل الزمن إلى التدهور والتراجع والتعرية، وهكذا أطلق المغرب استراتيجية شمولية بتعليمات من الملك محمد السادس، الذي كان قد أعطى انطلاقة برنامج تثمين المدينة العتيقة لمراكش، وكذا برامج تأهيل وتثمين المدن العتيقة بكل من سلا ومكناس وتطوان والصويرة بساحة “رياض العروس” بمراكش، يوم الاثنين 22 أكتوبر2018.
وأمام هذا الاهتمام المولوي السامي بالمدن العتيقة، يضيف المتحدث ذاته مشيرا أن الهيئة الوطنية لمغاربة العالم، تثمن كل مبادرات الملك محمد السادس، وتعتز بالأعمال الجليلة التي يقوم بها من أجل إسعاد شعبه في مختلف المجالات، وهو ما جعل مملكته الشريفة تشهد تطورا كبيرا وتقدما ملحوظا على المستوى الإقليمي والقاري، وتحظى باحترام وتقدير كبيرين في المنتظم الدولي.
وحسب أرضية الندوة، تبقى المدن العتيقة في المملكة المغربية تراثا ثمينا، وتاريخا ناطقا بتفاصيل الحضارة المغربية، معمارا وإعمارا، ذلك أنها تشكل عقدا لجواهر من نفائس ما صنعه الانسان المغربي على مر العصور والأحقاب من معمار متفرد وتراث مادي ولامادي يعكس أسلوب الحياة بهذه المدن العتيقة التي تشكل متنفسا تاريخا ورمزا حضاريا ينضح بالعبقرية المغربية في نمط العيش المشترك .