انطلقت اليوم الثلاثاء في مدينة بالي الإندونيسية، قمة مجموعة العشرين، بمشاركة قادة ووزراء الدول الأعضاء، في غياب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي ينوب عنه وزير خارجيته سيرغي لافروف. فهل تجنب بوتين تكرار سيناريو ما حدث في قمة أستراليا سنة 2014؟
يرى مراقبون أن غياب بوتين ربما يعكس صورة العزلة الدولية التي تعيشها روسيا جراء الحرب التي تشنها على أوكرانيا، وغياب الزعيم الروسي عن قمة العشرين الذي يعد اكبر تجمع لكبار الاقتصادات العالمية بعد الجائحة الفيروسية، قد يؤجل فرص الانفراج على المستوى السياسي بين روسيا والغرب.
وتتصدر المخاوف المتعلقة بانكماش الاقتصاد العالمي، ومشاكل المناخ والأمن الغذائي ومشاكل الطاقة، مباحثات القادة المجتمعين في بالي.
كما أن الرئيس بوتين سيكون محور كل النقاشات الجماعية و الثنائية بين القادة رغم غيابه، لأن الأزمة الروسية الأوكرانية أثرت بشكل كبير على الاقتصادات العالمية والأمن الغذائي حيث فاقمت نقص الغذاء في العديد من المجتمعات.
وقد يكون غياب الرئيس بوتين، راجع لعدم تكرار ما حدث سنة 2014 حين اجتاحت روسيا جزيرة القرم، حيث أحس بعزلة كبيرة في قمة أستراليا وغادرها قبل إنهاء أشغالها. و يبدو أيضا أنه تجنب المواجهات المحتملة مع القادة الغربيين، كما أن حضوره ربما يؤدي إلى بعض التقسيم داخل المجموعة بين موالين لروسيا ومتحالفين مع الغرب، الأمر الذي يسبب إحراجا كبيرا لبعض القادة.
ويذهب آخرون لأبعد من ذلك، حيث يرون في غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إصرار كبير على موقفه من الحرب، وعدم استعداده للتراجع عنها، رغم تأكيد المتحدثة باسم الخارجية الروسية رغبة بلادها في المساهمة في إيجاد الحلول والتركيز على استخدام الطرق الدبلوماسية من أجل إحياء ثقافة الحوار المحترم داخل مجموعة العشرين.