في اليوم الوطني للاعلام..أسئلة ماتزال تراوح مكانها!!
منذ قرابة العقد من الزمن والشعوب العربية تتخبط في العديد من المشاكل السياسية، الإجتماعية، الإقتصادية والثقافية. والمجتمع المغربي على غرار باقي المجتمعات العربية يعيش حالة من الحصر أفضت إلى عسر انتقال موسوم بالترميق، فالماضي لم يفهم كما يجب ولم نستفد من دروسه، والحاضر لم يقرأ أو يعالج بما يكفي والمستقبل ترك مرهونا للصدف.
أين المثقف / الإعلامي مما يجري على الساحة؟ لماذا غاب دوره؟ لماذا لم تساهم كتاباته في تغيير الرؤى والقناعات؟ لماذا لم يساهم بشكل فعلي في رفع الوعي الجماعي للأفراد؟ لماذا غابت الخطط الاستباقية للأوضاع قبل الوصول للهاوية؟ أم صارت الصحافة والكتابة روتين يومي، لا مفر منه، لكنه في النهاية لا يأتي لا بجديد ولا بحلول، إلا القلة القليلة.
كيف يمكن لبلدنا المغرب من تحقيق نهضة علمية وثقافية والاستثمار الأمثل في الرأسمال اللامادي للأمة؟ ونحن بلد عريق وإمبراطورية ضاربة في عمق التاريخ، كيف يمكن تحقيق التنمية المستدامة لبلدنا عبر تطوير منظومة التربية والتكوين والتعليم والتنشئة على قيم المواطنة، الحداثة، الديمقراطية والمساواة والعدالة الإجتماعية والمجالية؟
كيف يمكن للمؤسسات الإعلامية ذات الحمولة والأفق الفكري التنويري التقدمي الإنساني والإشعاعي، المساهمة في إنجاح الأفكار والمفاهيم وبالتالي التأثير من موقعها عبر القوى الناعمة للمجتمع في تثبيت القيم الإيجابية المشتركة وإبراز وتصميم دور المعرفة والتنشئة وخلق النخب المنتجة للقيمة المضافة في كل المجالات وإيمانا منها بتطوير وتشذيب العمل الثقافي والفكري ببلادنا كمدخل لبلورة سياسات عمومية نهضوية تستجيب لتطلعات المغاربة في كل القطاعات.
في هذا السياق ولهذا الغرض، كان لزاما أن تتحمل المؤسسات الإعلامية مشعل التغيير والتنوير، والتأسيس لمشروع علمي ثقافي يهدف إلى تطوير ثقافة الحوار وتطوير مجالات العمل خدمة للمجتمع والوطن. إيمانا منها بأهمية الإعلام النزيه والهادف إلى ترسيخ ثقافة الحوار والنقد البناء وتبادل الأفكار والخبرات لبناء مجتمع عادل وديمقراطي وتحقيق نهضة مجتمعية حقة.
هي نفسها مطالبة اليوم، في تنشيط الفضاء الفكري وانفتاحها على كل الآراء والأفكار، وتفسير الواقع الإجتماعي والتغيرات المجتمعية والاحتباس القيمي، والحد من ظاهرة الأخبار الزائفة والرائجة في زمن الجائحة.