سلسلة”شاعر وقصيدة” و “رِسَالَةٌ مِنْ مُعْجَبَةْ”
إعداد وتقديم: ذة أمنة برواضي.
الهدف منها التعريف بشعراء مغاربة، وتسليط الضوء على مسيرتهم الإبداعية، وتقديم نموذج من شعرهم للقارئ.
الحلقة 10 مع الشاعر: محمد الحبيب
السيرة الذاتية:
الشاعر: محمد الحبيب
(الجزار الأنيق)
من مواليد 17/1/1978 بالدار البيضاء، خريج المعهد العالي للإعلام و الصحافة بنغازي ليبيا، و رئيس نادي بيت الشعر
المنضوي تحت لواء جمعية شباب المواطنة المغربية، له أربع إصدارات شعرية:
ـ كوني مجرمة حب
ـ لست امرأة من دونيى
ـ هنا المجزرة
ـ رسائل الحب والحرب
مهتم بقضايا وحقوق المرأة
مدافع شرس عنها في قصائدي وأكتب كثيرا بلسان الأنثى
حائز على جائزة المهرجان الدولي للشعر العربي 2022
القصيدة: رِسَالَةٌ مِنْ مُعْجَبَةْ
قَالَتْ : أَنَا بِكَ شَاعِرِي وَا مُتْعَبَهْ
مَهْوُوسَةٌ بِكَ سَيِّدِي لَا مُعْجَبَهْ
بَيْنَ الْقَصِيدَةِ وَ الْقَصِيدَةِ هِمْتَ بِي
مَغْشِيَّةً ، مَفْقُودَةً وَ مُغَيَّبَهْ
وَ كَطِفْلَةٍ ، مَأْخُوذَةٌ بِكَ مِنْ يَدِي
بَيْنَ الْحَقِيقَةِ وَ الْخَيَالِ مُغَرَّبَهْ
كَمْ صِرْتَ يَا ذَاكَ الْأَنِيقَ عَوَالِمِي
قَمَرًا أَدُورُ وَ لَا أُفَارِقُ كَوْكَبَهْ
زِلْزَالُ صَوْتِكَ هَزَّ عَرْشَ أُنُوثَتِي
شَفَتَاكَ فِي وَجْهِي وُحُوشٌ مُرْعِبَهْ
بَيْنَ السِّجَارَةِ وَ الدُّخَانِ تُبِيدُنِي
وَ أَصَابِعِي الْفِنْجَانُ فِيهِ مُذَوَّبَهْ
بِقَمِيصِكَ الْمَفْتُوحِ كَمْ سَافَرْتَ بِي
وَ كَظَبْيَةٍ بِمُرُوجِكَ الْمُعْشَوْشَبَهْ
مَرْبُوطَةٌ، مَذْبُوحَةٌ، مَسْلُوخَةٌ
يَا أَيُّهَا الْجَزَارُ فِيكَ مُعَذَّبَهْ
أَدْخَلْتَنِي أَدْوَارَ عِشْقِكَ شَاعِرِي
وَ بَسَاطَتِي صَارَتْ شُخُوصَ مُرَكَّبَةْ
بَيْنَ الْقَصَائِدِ فِيكَ عِشْتُ بُطُولَتِي
فِي كُلِّ امْرَأَةٍ أَخُوضُ التَّجْرِبَةْ
إِنِّي الَّتِي تَصْحُو بِشِعْرِكَ ذِئْبَةً
وَ أَنَامُ فِي تِلْكَ الْحُرُوفِ كَأَرْنَبَةْ
بَعْدَ الْعَشِيقَةِ وَ الْعَشِيقَةِ لَيْتَنِي
بِعَمُودِ شِعْرِكَ كَالْمَسِيحِ مُصَلَّبَةْ
وَ إِلَى قَصَائِدِكَ الْجَرِيئَةُ هِيتَ لَكْ
خُذْنِي لَهَا حَتَّى أَمُوتَ مُكَهْرَبَةْ
بِاللهِ كَيْفَ أَقَمْتَ كُلَّ قِيَامَتِي
مَوْءُودَةً عَنِّي أَزَحْتَ الْأَتْرِبَةْ
مَنْ ذَا الَّذِي كَتَبَ الْأُنُوثَةَ ثَوْرَةً
مَنْ دَرَّعَ الْقَدَّ المَلِيسَ وَ دَبَّبَهْ
مَنْ عَلَّمَ الْخِصْرَ الْوَدِيعَ شَرَاسَةً
مَنْ حَرَّضَ النَّهْدَ الْجَبَانَ وَ ألَّبَهْ
مَا أَسْعَدَ الْأُنْثَى الَّتِي تَسْعَى لَهَا
يَا قَيْصَرًا تَجْرِي النَّوَاهِدُ مَوْكِبَهْ
إِنَّ الَّتِي تَغْفُو عَلَى أَحْضَانِهَا
شَرْقًا تَضُمُّ الْكَوْنَ حَتَّى مَغْرِبَهْ
مَنْ قَبَّلَتْ يَدَهَا شِفَاهُكَ مَرَّةً
قَدْ تُسْرِجُ التَّارِيخَ فِيكَ لِتَرْكَبَهْ
قُلْ لِي بِأَيِّ جَمِيلَةٍ ذُقْتَ الْهَوَى
أَرَقِيقَةً أَحْبَبْتَ أَمْ مُسْتَذْئِبَةْ ؟!
إِنْسِيَّةً؟ جِنِّيَةً؟ حُورِيَّةً؟
أَمْ أَنَّهَا لَكَ مِنْ إِلَاهِكَ مَقْرُبَةْ
مَاذَا لَهَا دُونَ النِّسَاءِ تَفَرُّدَا
بَعْدَ الْأُنُوثَةِ كَمْ لَهَا مِنْ مَوْهِبَةْ
هَلْ خِصْرُهَا مَرْكَزٌ كَوْنِيُّ أَمْ
فِي نَهْدِهَا قَمَرٌ يُزَلْزِلُ كَوْكَبَهْ
يَا شَاعِرِي لَا تَلْتَفِتْ، وَ ارْحَلْ أَيَا
رَجُلًا بَعِيدًا، فِي خَيَالِي مَا أَقْرَبَهْ
لَكَ فِي دَمِي نَبْضٌ لِكُلِّ قَصِيدَةٍ
لَكَ فِي شَرَايِينِي لِشِعْرِكَ مَكْتَبَةْ
كُلُّ الرِّجَالِ وَ أَنْتَ وَحْدَكَ شَاعِرِي
إِنِّي أُحِبُّكَ فَوْقَ حُبِّ الْمُعْجَبَةْ