لكل دولة أدواتها التى تحافظ بها على مصالحها وإذا كانت العلاقات الدولية تنتظم في المصالح بين الدول والمصالح تضبطها القدرة والتى تتنامى بالتعليم ، والاقتصاد ، والقوة الصلبة ، والقوى الناعمة، فإن أمريكا في سعيها للهيمنة على العالم منذ انهيار الاتحاد السوفيتي نجحت في تغير وحدة التعاون الدولي من الدولة إلى الجهة المؤثرة ، والجهة المؤثرة قد تكون الدولة أو الحزب أو التنظيم أو الأفراد .
ومن هنا تحالفت الإدارة الأمريكية مع التنظيمات اليمينية واليسارية حول العالم لزعزعة الاستقرار تحت دعوى الحرية والديمقراطية .
والديمقراطية ليست مفهوماً مجرداً قابلاً للتطبيق في كل زمان ومكان بل هى ظاهرة تجىء وتختفي وفقاً لشروط معينة وهى انعكاس لعوامل اجتماعية، وثقافية، واقتصادية، تخلق الظروف المواتية لممارسة الديمقراطية حيث تترسخ كمنهج حضارى في النسيج الإجتماعي عبر مؤسسات المجتمع وهى على هذا النحو تختلف من بلد إلى آخر وتناسب بلداً دون آخر.
والحرية تختلف عن الفوضى فالحرية المسئولة تنطلق من القيم والحضارة وفي إطار القانون وهي بهذا تختلف عن الفوضى التى لا تتقيد بضابط أخلاقي ولا حضارى ولا قانونى.
وفي اطار مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والغرب أو قل مصالح اليسار الأمريكي والغربي سوقوا لنا الديمقراطية التى يرونها والحرية بمعنى الفوضى واستعانوا بالشباب الذى لا يدرك الفرق بين كل ذلك كما استعانوا بالتنظيمات الدينية وعلى رأسها جماعة الاخوان المسلمين وهى تنظيمات لاتعطى للوطن قيمة ولا اعتبار وكان من نتائج ذلك خراب العراق، وليبيا، وسوريا، ولبنان، والصومال، والسودان، وتونس، ….. وكادت أن تلحق بهم مصر لولا عناية الله عز وجل ووعى الشعب المصرى وقواته المسلحة.
تباً للديمقراطية التى تدمر الأوطان وتشرد النساء والأطفال وتؤخر الدول والمجتمعات عشرات السنين.
مازال الكثير لا يعلموا اننا مازال امامنا الكثير حتى نصل إلى مرحله الديمقراطيه وأننا لسنا مؤهلين لها كشعب بهذه القيم والأخلاق والمبادئ الخاطئة التى زرعت فينا منذ الصغر إلا من رحم ربى